منتدى الأبيض سيدي الشيخ التربوي و التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأربعون النووية

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:31 pm

شرح الأربعون النووية

الحديث الأول

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بنالخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها و امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " متفق عليه .

الشرح : هذا الحديث اصل عظيم في أعمال القلوب , لان النيات من أعمال القلوب قالالعلماء : وهذا الحديث نصف العبادات , لأنه ميزا الأعمال الباطنة وحديث عائشة رضي الله عنها "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي لفظ آخر "من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد " نصف الدين , لأنه ميزا الأعمال الظاهرة فيستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات " أنه ما من عمل إلا وله نية , لأن كل إنسانعاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملا بلا نية , حتى قال بعض العلماء "لو كلفنا الله عملا بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق " ويتفرع من هذه الفائدة :

الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات ثم يقوللهم الشيطان : إنكم لم تنووا . فإننا نقول لهم : لا , لا يمكن أبدا أن تعملوا عملا إلا بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس .

ومن فوائد هذا الحديث أنالإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي صلى الله عليه وسلم "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله"

ويستفاد
من هذا الحديث أيضا أن الأعمال بحسب ما تكون وسيلة له , فقد يكون الشيء
المباح في الأصل يكون طاعة إذا نوى به الإنسان خيرا , مثل أن ينوي بالأكل والشرب التقوي على طاعة الله , ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة "
* ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للمعلم أن يضرب الأمثال التي يتبين بها الحكم , وقد ضرب
النبي صلى الله عليه وسلم لهذا مثلا بالهجرة , وهي الانتقال من بلد الشرك
إلى بلد الإسلام وبين أن الهجرة وهي عمل واحد تكون لإنسان أجرا وتكون لإنسان حرمانا , فالمهاجر الذي يهاجر إلى الله ورسوله هذا يؤجر , ويصل إلى مراده . وهذا الحديث يدخل في باب العبادات وفي باب المعاملات وفي باب الأنكحة وفي كل أبواب الفقه .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الثاني من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:34 pm

الحديث الثاني


عن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم , وفي رواية لمسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "

* الشرح :هذا الحديث قال العلماء : إنه ميزان ظاهر الأعمال وحديث عمر الذي هو في أول الكتاب " إنما الأعمال بالنيات " ميزان باطن الأعمال , لأن العمل له نية و له صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل .

* وفي هذا الحديث فوائد : أن من أحدث في هذا الأمر -أي الإسلام- ما ليس منه فهو مردود عليه ولو كانحسن النية وينبني على هذه الفائدة أن جميع البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته .

* ومن فوائد هذا الحديث :أن من عمل عملا ولو كان أصله مشروعا ولكن عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردودا بناء علىالرواية الثانية في مسلم .

وعلى هذا فمن باع بيعا محرما فبيعه باطل , ومنصلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جرا , لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله ورسوله فتكون باطلة مردودة .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الثالث من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:36 pm

الحديث الثالث


عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول " إن الحلال بين و الحرام بين , وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه , ومن وقع في الشبهات فقد وقع
في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألا وأن لكل ملك
حمى ,ألا وإن حمى الله محارمه , إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد
كله , وإذا
فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح : قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام :

قسم حلال بين لا اشتباه فيه , وقسم حرام بين لا اشتباه فيه , وهذان واضحان أما الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به , وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به .

مثل الأول :حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني :تحريم الخمر .

أما القسم الثالث فهم الأمرالمشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام ؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس , وإلا فهو معلوم عند آخرين .

فهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلمالورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله , واستبرأ لعرضهفيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون : فلان وقع في الحرام , حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلممثلا لذلك بالراعي يرعى حول الحمى "أي حول الأرض المحمية التي لا ترعها البهائم فتكون خضراء , لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها " " كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " ثم قال عليه الصلاة والسلام : "ألا وأن لكل ملك حمى "يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئا من الرياض التي يكون فيهاالعشب الكثير والزرع الكثير "ألا وإن حمى الله محارمه " أي ما حرمه على عباده فهو حماه , لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن في الجسد مضغةيعني لحمة بقدر ما يمضغه الاكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله "ألا وهي القلب " وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي مافيقلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات .

*فيستفاد من هذا الحديث :

أولا : أن الشريعة الإسلامية حلالها بين وحرامها بين والمشتبه منها يعلمه بعض الناس .

ثانيا : أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمرأحلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبين له أنه حلال .

*ومن فوائد الحديث :أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبه هان عليه أن يقع في الأمور
الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك .

*ومن فوائد هذا الحديث : جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين الأمر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للأمثال وتوضيحها .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن المدار في الصلاح والفاسد على القلب وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائما وأبدا حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه .

*ومن فوائد الحديث : أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله " ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الرابع من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:39 pm

الحديث الرابع


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر , لا يرى عليه أثر السفر , ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ووضح كفيه على فخذيه , وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال صدقت فعجبا له يسأله ويصدقه , قال : أخبرني عن الإيمان قال "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدرخيره وشره " قال : صدقت , قال : فأخبرني عن الإحسان , قال " أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال ,فأخبرني عن الساعة , قال "ما المسؤول بأعلم من السائل " قال فأخبرني عن اماراتها . قال "أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . ثم انطلق فلبث مليا , ثم قال " يا عمر , أتدري من السائل ؟" , قلت : الله ورسوله أعلم , قال " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " رواه مسلم .

*الشرح :هذا الحديث يستفاد من فوائد :

منها أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي صلى اللهعليه وسلم , ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة من الناس ومجالسة وأن لاينزوي عنهم .

*ومن فوائد الحديث : أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه , فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل , لقول النبي صلى الله عليه وسلم " يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر "

*ومن فوائد هذا الحديث : أن
الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر , لأن
جبريل عليه الصلاة والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث
رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن أدب المتعلم أما المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلاة والسلام أمام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذه .

*منها : جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه لقوله "يا محمد " وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله " لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا " ]النور/63د التفسيرين
ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب , لأن الأول يحتاج إلى التاريخ .

[color=blue]*
ومن فوائد هذا الحديث : جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم , لأن جبريل كان يعلم الجواب , لقوله في الحديث "صدقت " ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب , لقول النبي صلى الله عليه وسلم "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " مع أن المعلم هو الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لما كن جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم .

*ومن فوائد هذا الحديث :بيان أن الإسلام له خمسة أركان , لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بذلك وقال "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا "

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا بد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله فبمعنى لا إله أي لا معبود حق إلا الله فتشهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك حق إلا الله وأن ما عبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " الحج/62 ...

*ومن فوائد هذا الحديث : أن
هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسول الله وهو محمد بن عبد الله
القرشي الهاشمي , ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القرآن
وما تيسر من السنة وكتب التاريخ .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله في ركن واحد , وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين الإخلاص لله
وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدا رسول الله , ولهذا جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم ركنا واحدا في حديث ابن عمر حيث قال "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , وإقام الصلاة ..." وذكر تمام الحديث .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة , وإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاء به الشريعة , ولها –أي إقامة الصلاة- إقامة واجبة و إقامة كاملة , فالواجبة أن يقتصر على أقل ما يجب فيها .

والكاملة أن يأتي بمكملاتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء .

*ومن فوائد الحديث :أنه
لا يتم الإسلام إلا بإيتاء الزكاة . والزكاة هي المال المفروض من الأموال
الزكوية وإيتاؤها وإعطاؤها من يستحقها , وقد بين الله ذلك في سورة التوبة
في قوله "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة/60 ...

وأما صوم رمضان فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس , ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال .

وأما حج البيت
فهو القصد إلى مكة لأداء المناسك , وقيد بالاستطاعة , لأن الغالب فيه
المشقة وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الاستطاعة لقوله تعالى "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ " التغابن/16

ومن القواعد المقررة عند العلماء " أنه لا واجب مع عجز ولا محرم مع الضرورة " .

*ومن فوائد هذا الحديث : وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق فإن النبي صلىالله عليه وسلم أصدق الخلق .

*ومن فوائد الحديث : ذكاء الصحابة رضي الله عنهم حيث تعجبوا كيف يصدق
السائل من سأله , والأصل أن السائل جاهل والجاهل لا يمكن أن يحكم على
الكلام بالصدق أو الكذب لكن هذا العجب زال حين قال النبي صلى الله عليهوسلم "هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم " .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان يتضمن ستة أمور : وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره .

*ومن فوائد هذا الحديث : التفريق
بين الإسلام والإيمان , وهذا عند ذكرهما جميعا فإنه يقسر الإسلام بأعمال
الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملا
للآخر فقوله تعالى " .. وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .. " المائدة/3 ... وقوله "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا .. " ال عمران/85 ... يشمل الإسلام والإيمان وقوله تبارك وتعالى "وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ... " الأنفال/19 ... وما أشبهها من الآيات يشمل الإيمان و الإسلام وكذلك قوله تعالى " .. فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ .. " النساء/92 ... يشمل الإسلام والإيمان .
*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أن تؤمن بالله .. " .

والإيمان يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ليس هو الإيمان بمجرد وجوده بل لا بد أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة : الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : إثبات الملائكة والملائكة عالم غيبي وصفهم الله تعالى بأوصاف كثيرة في القرآن ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة وكيفية الإيمان بهم : أن نؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم منهم ومن لم يعين لأسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالا ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها , ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا بها , ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل الصلاة والسلام وله ستمائة جناح قد سد بها الأفق على خلقته التي خلق عليها .

وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لأنهم عباد الله قائمون بأمره كمال قال تعالى".. وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ " الأنبياء19/20.

*ومن فواد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله عز وجل على رسله عليهم الصلاة والسلام قال تعالى " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ .. " الحديد/25 .

فنؤمن بكل كتاب
أنزله الله على رسله لكن نؤمن إجمالا ونصدق بأنه حق . أما تفصيلا فإن الكتب
السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير فلم يكن للإنسان أن يميز من الحق منها والباطل وعلى هذا فنقول : نؤمن بما أنزله الله من الكتب على سبيل الأجمال . أما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حرف وبدل وغير هذا بالنسبة للإيمان بالكتب . أما العمل بها فالعمل إنما هو بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقط . أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق أتى بالحق صادق فيما أخبر صادق بما أمر به فنؤمن بهم إجمالا فيمن لم نعرفه بعينه وتفصيلا فيمن عرفناه بعينه .

قال تعالى " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ .. " غافر/78.. فمن قص علينا وعرفناه
آمنا به بعينه ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمالا , والرسل عليهم
الصلاة والسلام أولهم نوح و آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم , ومنهم الخمسة
أولوا العزم الذين جمعهم الله في آيتين من كتاب الله فقال الله تبارك
وتعالى في سورة الأحزاب " وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ .. " الآية الأحزاب/7 , وقال تعالى في سورة الشورى " شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا .. " الاية الشورى/13 .

*ومن فوائد هذا الحديث : الإيمان باليوم الآخر , واليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي آخرا , لأنه آخرالمطاف للبشر فإن للبشر أربعة دور :

الدار الأول : بطن أمه ... الدار الثاني : هذه الدنيا ...والدار الثالث : البرزخ ...والدار الرابع : اليوم الآخر , ولا دار بعده فإما إلى جنة أو إلى نار .

والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه – كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- " كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب " .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره وذلك بأن تؤمن بأمور أربعة :

الأول : أن تؤمن أن الله محيط بكل شيء علما جملة وتفصيلا أزلا وأبدا .

الثاني : أن تؤمن بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة .

الثالث : أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله عزوجل لا يخرج شيء عن مشيئته .

الرابع : أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء , فكل شيء مخلوق لله عز وجل سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر وإخراج النبات أو من فعل العبد وفعل المخلوقات , فإن فعل المخلوقات من خلق الله عزوجل , لأن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة والإرادة والقدرة من صفات العبد . والعبد وصفاته مخلوقة لله عزوجل فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى .

ولقد قدر الله عزوجل ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فما قدر علىالإنسان
لك يكن ليخطئه وما لم يقدر لك يكن ليصيبه . هذه أركان الإيمان الستة بينها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعا .
نسأل الله أن يجعلنا جميعا من المؤمنين بها .

*ومن فوائد هذا الحديث : بيان الإحسان وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه , وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل , فأن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية : أن يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن
علم الساعة مكتوم لا يعلمه إلا الله عزوجل فمن ادعى علمه فهو كاذب , وهذا
كان خافيا على أفضل الرسل من الملائكة جبريل عليه الصلاة السلام وأفضل
الرسل من البشر محمد عليه الصلاة السلام .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن للساعة أشراطا أي علامات كمال قال تعالى " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون" الزخرف/66 ... أي علاماتها , وقسم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام :

قسم
مضى وقسم لا يزال يتجدد , وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماما وهي
الأشراط الكبرى العظمى كنزول عيسى ابن مريم عليه السلام والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها .

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أماراتها أن تلد الأمة ربتها يعني أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال وانتشاره بين الناس ويؤيد ذلك المثل الذي بعده "وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان " .

*ومن فوائد هذا الحديث : حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث استفهم الصحابة هل يعلمون هذا السائل أم لا ؟ من أجل أن يعلمهم به وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء , لإنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته .

*ومن فوائد هذا الحديث العظيم : أن السائل عن العلم يعتبر معلما وسبقت الإشارة إلى هذا لكن أريد أن أبين أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عما يحتاجه ولو كان عالما به من أجل أن ينال أجر التعليم . والله الموفق

KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الخامس من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:41 pm

الحديث الخامس


عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " رواه البخاري ومسلم

* الشرح : هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بمنزلة البناء الذي يظلل صاحبه ويحميه من الداخل والخارج , وبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه بني على خمس شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان وقد تقدم الكلام على كل هذه الأركان في حديث عمر بن الخطاب الذي قبل هذا فليرجع إليه .

سؤال :ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى من أنه ذكر في سياق حديث عمر بن خطاب رضي الله عنه الحدث ]الحديث الرابع =green]الجواب :الفائدة أنه لأهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة أخرى أن في حديث عبد الله بن عمر التصريح بأن الإسلام بني على هذه الأركان الخمسة أما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فليس بهذه الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك , لأنه قال "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .. إلخ "
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث السادس من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:43 pm

الحديث السادس


عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم علقه مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ,ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه , وأجله , وعمله , وشقي أم سعيد . فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبقعليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار , وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة " رواه البخاري ومسلم

*الشرح :

هذا الحديث الخامس من الأحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق الإنسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك .

فيقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قد عبد الله بن مسعود هذه المقدمة , لأن هذا من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بوحي فقال "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ... الخ " .

*ففي هذا الحديث من الفوائد : بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه , وأنه أربعة أطوار .

الأول : طور النطفة أربعون يوما ...والثاني : طور العلقة أربعون يوما ...والثالث : طور المضغة أربعون يوما ... والرابع : الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بإنه إنسان حي , وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة اشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه , لأنه لم يكن إنسانا بعد .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي , فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كلما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن للأرحام ملكا موكلا بها لقوله : "فيبعث إليه الملك " أي الملك الموكل بالأرحام .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله ..أجله .. شقي أم سعيد , ومنها بيان حكمة الله عز وجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب لا يتقدم ولا يتأخر .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة , لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر "إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها "

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهرا طويلا ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره .

فإن قال قائل : ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ؟

فالجواب : إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلافهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة , فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك . وعلى هذا فيكون المراد بقوله " حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع " قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث السابع من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:45 pm


الحديث السابع



عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال : لله ولرسوله وللأئمة المسلمين و عامتهم " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح :

فالنصيحة لله عزوجل : هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والإنابة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه .


والنصيحة لكتابه : الإيمان بأنه كلام الله وأنه مشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شؤوننا .

والنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم : الإيمان به وأنه رسول الله إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع عن دينه .

والنصيحة لأئمة المسلمين : مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليه والصبر على ما يحصل منهم الأذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع الأعداء ونحو ذلك ..

والنصيحة لعامة المسلمين : أي سائر المسلمين هي أيضا بذل النصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وما أشبه هذا , ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما يدخل في عامة المسلمين نفس الإنسان أن ينصح الإنسان نفسه .

*ومن فوائد هذا الحديث :

أولا : انحصار الدين في النصيحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة "

ثانيا : أن مواطن النصيحة خمسة : لله , ولكتابه , ولرسوله , لأئمة المسلمين , وعامتهم .

*ومن فوائد الحديث : الحث على النصيحة في
هذه المواطن الخمسة , لأنها إذا كانت هذه هي الدين فإن الإنسان بلا شك
يحافظ على دينه ويتمسك به , ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة في هذه المواطن الخمسة .

*ومن فوائد هذا الحديث : تحريم الغش لأنه إذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على خلاف الدين وقد ثبت عن النـبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من غشنا فليس منا " .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الثامن من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:47 pm

الحديث الثامن


عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى " رواه البخاري ومسلم

*الشرح:

" أمرت" : أي أمره الله عزوجل وأبهم الفاعل لأنه معلوم فإن الآمر والناهي هو الله تعالى .

" أقاتل الناس حتى يشهدوا " هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"التوبة/29

وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا و يعطوا الجزية .

*ومن فوائد هذا الحديث :وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين الله أو يعطوا الجزية لهذا الحديث وللأدلة الأخرى التي ذكرناها .

*ومن فوائد هذا الحديث :أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر -رضيالله عنه- الذين امتنعوا عن الزكاة .

*ومن فوائد الحديث : أن الإنسان إذا دان الإسلام ظاهرا فإن باطنه يوكل إلى الله , ولهذا قال : " فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله "

*ومن فوائد الحديث : إثبات الحساب للإنسان ، حيث يحاسب على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر قال الله تعالى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) الزلزلة7-8
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث التاسع من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 1:50 pm

الحديث التاسع


عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم , فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلم واختلافهم على أنبيائهم " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح
" ما " في قوله " ما نهيتكم " وفي قوله " ما أمرتكم " شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئا , لأن الاجتناب أسهل من الفعل كل يدركه , وأما المأمور فقال "وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " لأن المأمور فعل وقد يشق على الإنسان , ولذلك قيده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " فأتوا منه ما استطعتم " .

*فيستفاد من هذا الحديث فوائد : وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك ما نهى الله عنه من باب أولى . وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله .

*ومن فوائد الحديث : وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن الأمر للاستحباب .

*ومن فوائده : أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع .

*ومن فوائده : سهولة هذا الدين الإسلامي حيث لم يجب على المرء إلا ما يستطيعه .

*ومن فوائده : أن من عجز عن بعض المأمور كفاه بماقدر عليه منه فمن لم يستطع الصلاة قائما صلى قاعدا ومن لم يستطع قاعدا صلى على جنب ومن أكنه أن يركع فليركع ومن لا يمكنه فليومئ بالركوع , وهكذا بقية العبادات يأتي الإنسان منها بما يستطيع .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا ينبغي للإنسان
كثرة المسائل لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء
لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب , وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك كما هلك بذلك من كان قبلنا .

*ومن فوائد الحديث : التحذير من كثرة المسائل والاختلاف , لأن ذلك أهلك من كان قبلنا , فإذا فعلناه , فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا ..
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث العاشر من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 2:01 pm

الحديث العاشر


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه " حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا

*الشرح :

هذا الحديث أصل في الأدب والتوجيه السليم وهو أن الإنسان يترك ما لا يعنيه أي ما لا يهمه وما لا علاقة له به فإن هذا من حسُن إسلامه ويكون أيضا راحة له , لأنه إذا لم يكلف به فيكون راحة له بلا شك وأريح لنفسه .

*فيستفاد من هذا الحديث : : أن الإسلام يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن لقوله " من حسن إسلام المرء " .

*ومن فوائد هذا الحديث : : أنه ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه لا في أمور دينه ولا دنياه , لأن ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل في أمور الناس التي لا تعنيه لتعب , ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إلا بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له .

*ومن فوائد الحديث : :أن لا يضيع الإنسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الحادي عشر من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 2:09 pm

الحديث الحادي عشر


عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

*الشرح :

عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وعن أبيه وأمه وهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الحسنين فإن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه وقال "إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين " , فأصلح الله بين الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان فنال بذلك السيادة .

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "دع ما لا يريبك إلى ما لا يريبك " يعني أي اترك الذي ترتاب فيه وتشك فيه إلى الشيء الذي لا تشك فيه , وهذا يشبه الحديث السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في أمور الدنيا أو أمور الآخرة فالأحسن أن ترتاح منه وتدعه حتى لا يكون في نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت .

*فمن فوائد هذا الحديث :

ما دل على لفظه من ترك الإنسان للأشياء التي يرتاب فيها إلى الأشياء التي لا يرتاب فيها , ومنها أن الإنسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الثاني عشر من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 2:12 pm

الحديث الثاني عشر


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : "لا تغضب " فردد مِرارا , قال " لا تغضب " رواه البخاري .

*الشرح

الوصية هي العهد بالأمر الهام , وهذا الرجل صبي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فقال "لا تغضب " وعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصية بالتقوى التي أوصى الله عز وجل بها هذه الأمة وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله "لا تغضب " لأنه يعلم من حال هذا الرجل والله أعلم أنه كثير الغضب ولهذا أوصاه بقوله " لا تغضب " وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة من طبيعة الإنسان , ولكن المراد : املك نفسك عند الغضب بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب , لأن
الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخ
أوداجه وربما يذهب شعوره بسبب الغضب ويكون أشياء لا يحمد عقباها وربما يندم
ندماً عظيماً على ما حصل منه , فلهذا أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية وهي وصية له ولمن كان حاله مثل حاله .

*ما يؤخذ من الحديث : أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي حال المستفتي وحال المتعلم وأن يخاطبه بما تقتضيه حاله , وإن كان لو خاطبا غيره فخاطبه بشيء اخر .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الثالث عشر من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 2:14 pm

الحديث الثالث عشر


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيراً أو ليصمت , ومن كان يوم بالله واليوم الاخر فليكرم جاره , ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه "رواه البخاري ومسلم .

*الشرح

هذا الحديث من الاداب الإسلامية الواجبة :

الأول :إكرام الجار فإن الجار له حق , قال العلماء : إذا كان الجار مسلماً قريباً فله ثلاث حقوق , الجوار والإسلام والقرابة , وإن كان كان مسلماً غير قريب فله حقان , وإذا كان كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار .

الثاني :وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌ مسافر , فهو غريب محتاج وأما القول باللسان فإنه من أخطر ما يكون علىالإنسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيراً أو يسكت .

*ففي هذا الحديث من الفوائد :وجوب إكرام الجار فيكون بكف الأذى عنه وبذل المعروف له , فمن لا يكف الأذى عن جاره فليس بمؤمن , لقول النبي صلى الله عليه وسلم "والله لا يؤمن , والله لا يؤمن والله لا يؤمن " قالوا من يا رسول الله ؟ قال " من لا يأمن جاره بوائقه " .

*ومن فوائد هذا الحديث : وجوب إكرام الضيف لقوله عليه الصلاة والسلام " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه " ومن إكرامه إحسان ضيافته , والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ولا ينبغي لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة فإذا زاد على ثلاثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى لا يكلف عليه .

*ومن فوائد هذا الحديث : رعاية الإسلام للجوار والضيافة , فهذا يدل على كمال الإسلام وأنه متضمن للقيام بحق الله سبحانه وتعالى وبحق الناس .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه يصح نفي الإيمان لانتفاء كماله لقوله "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر" ونفي الإيمان ينقسم إلى قسمين :

نفي مطلق :ويصبح الإنسان به كافراً كفراً مخرجاً من الملة (نعوذ بالله ).

ومطلق نفي : وهذا الذي يكون به الإنسان كافراً من هذه الخصلة التي فرط فيها لكنه معه أصل الإيمان , وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة أن الإنسان قد يجتمع فيه خصال لإيمان وخصال الكفر .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الرابع عشر من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 2:17 pm

الحديث الرابع عشر


عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه – خادم رسول اله صلى الله عليه وسلم قال "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم

*الشرح :

" لا يؤمن " يعني الإيمان الكامل . قوله "حتى يحب لأخيه " أي أخيه المسلم . "ما يحب لنفسه " من أمور الدين والدنيا , لأن هذا مقتضى الأخوة الإيمانية أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك .

*فيستفاد من هذا الحديث : أن الإيمان يتفاضل منه كامل , ومنه ناقص وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص .

*ومن فوائد هذا الحديث : الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله "حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .

*ومن فوائد هذا الحديث : التحذير من أن يحب للمؤمنين ما لا يحب لنفسه لأنه ينقص بذلك إيمانه حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى عنه الإيمان , مما يدل على أهمية محبة الإنسان لإخوانه ما يحب لنفسه .

*ومن فوائد الحديث : تقوية الروابط بين المؤمنين .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن من اتصف به فإنه لا يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنين في ماله أو في عرضه أو أهله , لأنه لا يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فلا يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد في ذلك .

*ومن فوائد الحديث : أن الأمة الإسلامية يجب أن تكون يداً واحدة وقلباً واحداً وهذا مأخوذ من كون كمال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه .

*ومن فوائد الحديث : استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلام في قوله "لأخيه " ولو شاء لقال " لا يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه " لكنه قال " لأخيه " استعطافاً أن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الخامس عشر من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة ديسمبر 28, 2012 2:19 pm

الحديث الخامس عشر


عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وان الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ..فقال تعالى " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا... " المؤمنون /51... وقال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم ..." البقرة/172 ... ثم ذكر رجل يطيل السفر أشعث اغبر يمد يده إلىالسماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فإنى يستجاب له " رواه المسلم .

*الشرح :

" إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً " الطيب في ذاته طيب في صفاته طيب في أفعاله ولا يقبل إلا طيبا في ذاته وطيبا في كسبة . وأما الخبيث في ذاته كالخمر ، أو في كسبة كالمكتسب بالربا فإن الله تعالى لا يقبله "وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين " فقال تعالى "... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم ... " البقرة/172... فأمر الله تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا من الطيبات وأما الخبائث فأنها حرام عليهم لقوله تعالى في وصف الرسول الله صلى الله عليه وسلم"...وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ... "الأعراف/157 ... ثم أن رسول الله ذكر الرجل الذي يأكل الحرام انه تبعد إجابة دعائه وان وجدت منه أسباب الإجابة يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء " يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فإني يستجاب لذلك " هذا الرجل اتصف بأربع صفات :

*الأولى : بأنه يطيل السفر والسفر الإجابة أي إجابة داعي

*الثانية : انه أشعث أغبر والله تعالى عند المنكسر قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول " أتوني شعثاً غبراً " وهذا من الأسباب الإجابة أيضا .

*الثالثة : أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة ، فإن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً .

*الرابعة : دعاءه إياه "يا رب يا رب " وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته وهو من أسباب الإجابة ولكنه لا تجاب دعوته ..لأن مطعمه حرام ، وملبسه حرام و غذي بالحرام فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن تجاب دعوته وقال "فأنى يستجاب لذلك "

يستفاد من هذا الحديث فوائد:
-منها وصف الله تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً .

-ومنها تنـزيه الله تعالى عن كل نقص .

-ومنها أن من الأعمال ما يقبله الله ومنها ما لا يقبله .

-ومنها أن الله تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يشكروا الله سبحانه وتعالى .

-ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا... " المؤمنون/51 ... وقال للمؤمنين "... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ... " البقرة/172... فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح .

-ومنها أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل الحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الذي مطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام " أنى يستجاب لذلك " .

-ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون الإنسان في سفر .

-ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى الله .

-ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله بالربوبية لإنها هي التي بها الخلق والتدبير

-ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك .

-ومنها وجوب الشكر لله على نعمه لقوله تعالى ".. وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ... " البقرة/172.

-ومنها أن ينبغي بل يجب على الإنسان أن يفعل الأسباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنب الأسباب التي يمتنع بها مطلوبه .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث السادس عشر من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL السبت ديسمبر 29, 2012 2:53 pm

الحديث السادس عشر


عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل دمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني , والنفس بالنفس , والتارك لدينه المفارق للجماعة " رواه البخاري ومسلم .

*الشرح :

هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة لا يحل انتهاكها إلا بإحدى ثلاث :

-الأول : " الثيب الزاني " وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن من الله عليه بالزواج , فهذا يحل دمه , لأن حده أن يرجم بالحجارة حتى يموت .

-الثاني : " النفس بالنفس " وهذا في القصاص لقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ..."البقرة/ 178 .

-الثالث :" التارك لدينه المفارق للجماعة " والمراد به من خرج على
الإمام , فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى الله عز وجل , وهناك أشياء لم
تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كلامه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض .

*في هذا الحديث فوائد : منها احترام المسلم وأنه معصوم الدم لقوله " لا يحل دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث " ومنها أنه يحل دمُ المرء بهذه الثلاث "الثيب الزاني " وهو الذي زنى بعد أن منّ الله عليه بالنكاح الصحيح وجامع زوجته فيه ثم يزني بعد ذلك فإنه يرجم حتى يموت . " والنفس بالنفس " يعني إذا قتل شخصاً وتمت شروط القصاص فإنه يُقتل به , لقوله تبارك وتعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ... " البقرة/178 ... وقال تعالى "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ " المائدة/ ...45 " والتارك لدينه المفارق للجماعة " وهذا المرتد وإنه إذا ارتد بعد إسلامه حل دمه , لأنه صار غير معصوم الدم .

*ومن فوائد هذا الحديث :وجوب رجم الزاني لقوله " الثيب الزاني " .

*ومن فوائده أيضا :جواز القصاص لكن الإنسان مخيّر – أعني من له القصاص- بين أن يقتص أو يعفو إلى الدية أو يعفو مجاناً .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث السابع عشر من الأربعون النووية

مُساهمة من طرف KAMEL السبت ديسمبر 29, 2012 2:57 pm

الحديث السابع عشر


عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله كتب الإحسان على كل شيء , فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ,وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " رواه مسلم .

*الشرح : " الإحسان " ضد الإساءة وهو معروف . " كتب " بمعنى شرع , وقوله "على كل شيء " الذي يظهر أنها بمعنى في كل شيء , يعني أن الإحسان ليس خاصاً في بني آدم بل هو عام في كل شيء "فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " وهذا من الإحسان .

وقوله " إذا قتلتم " هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله أو يسنُ من الحيوانات من وحوش وغيرها .

وقوله " فأحسنوا القتلة " أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغير أذية لكن يرد على هذا ما ثبت من رجم الزاني المحصن والجواب عنه أن قال : إنه مستثنى من الحديث وإما أن يقال : المراد "فأحسنوا القتلة " موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع .

وأما قوله " فأحسنوا الذبحة " والمراد به المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل الأنعام والصيد وغير ذلك .. فإن الإنسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الذكاة , ولهذا قال "وليحد أحدكم شفرته " أي سكينته , "وليرح ذبيحته " أي يفعل ما به راحتها .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الله سبحانه وتعالى جعل الإحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة , وذلك بأن يسلك أسهل الطرق لإرهاق الروح و وجوب إحسان الذُبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لإزهاق الروح ولكن على الوجه المشروع .

*ومن فوائد هذا الحديث : طلب تفقد آلات الذبح لقوله عليه الصلاة والسلام "وليحد أحدكم شفرته " .

*ومن فوائد هذا الحديث : طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن تتعسف في إضجاعها ومن ذلك أيضا أن يضع رجله على عُنقها ويدع قوائمها الأربعة اليدين والرجلين بدون إمساك ,
لأن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها في الحركة , ولأن ذلك أبلغ في خروج الدم
عنها فكان أولى .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الثامن عشر من الأربعين النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الثلاثاء يناير 01, 2013 12:30 pm

الحديث الثامن عشر


عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اتق الله حيثما كنت , وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذي , وقال : حديث حسن وفي بعض النسخ : حسن صحيح .

*الشرح :

قوله " اتق الله " فعل أمر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهذا هو التقوى وهذا هو أحسن حد قيل فيها .

وقوله " اتق الله حيثما كنت " في أي مكان كنت , فلا تتقي الله في مكان يراك الناس فيه , ولا تتقيه في مكان لا يراك فيه أحد , فإن الله تعالى يراك حيثما كنت فأتقه حيثما كنت .

وقوله " وأتبع السيئة الحسنة " يعني اعمل الحسنة تتبع السيئة , فإذا فعلت سيئة فأتبعها بالحسنة ومن ذلك –أي إتباع السيئة بالحسنة- أن تتوب إلى الله من السيئة فإن التوبة حسنة .

وقوله " تمحها " يعني الحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمح السيئة ويشهد لهذا قوله تعالى "...إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ... "هود/114 .

*وفي هذا الحديث من الفوائد : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته بتوجيههم لما فيه الخير والصلاح , ومنها وجوب حرص تقوى الله عزوجل في أي مكان كان ومنها وجوب التقوى في السر والعلن , لقوله صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت " .

*ومن فوائد هذا الحديث : الإشارة إلى السيئة إذا اتبعتها الحسنة فإنك تمحوها وتزيلها بالكلية , وهذا عام في كل حسنة وسيئة ، وإذا كانت الحسنة هي التوبة ,لأن التوبة تهدم ما قبلها , أما إذا كانت الحسنة غير التوبة وهو أن يعمل الإنسان عملاً سيئاً ثم يعمل عملاً صالحاً فإن هذا يكون بالموازنة فإذا رجح العمل السيئ عدله كما قال تعالى " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " الأنبياء/47 ... ثم قال "وخالق الناس بخلق حسن " عاملهم بالأخلاق الحسنة بالقول والعمل , فإن ذلك خير وهذا الأمر , إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الاستحباب .

*فيستفاد منه : مشروعية مخالفة الناس بالخلق الحسن وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم كيفية المخالقة , وهي تختلف بحسب أحوال الناس فقد تكون حسنة لشخص , ولا تكون حسنة لغيره , والإنسان العاقل يعرف ويزن .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث التاسع عشر من الأربعين النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الثلاثاء يناير 01, 2013 12:33 pm

الحديث التاسع عشر


عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال "يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة , واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لك يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر , وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً " .

*الشرح :

قوله " كنت خلف النبي " يحتمل أنه راكب معه , ويحتمل أنه يمشي خلفه , وأياً كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة .

قال : " إني أعلمك كلمات " قال ذلك من أجل أن ينتبه لها .

الكلمة الأولى : قوله " احفظ الله يحفظك " هذه كلمة "احفظ الله" يعني احفظ حدوده وشريعته
بفعل أوامره واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك , لأن الله
سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم .
وعُلم من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عزوجل , وفي هذا الترغيب على حفظ حدود الله عزوجل .

الكلمة الثانية : قال "احفظ الله تجده اتجاهك "ونقول في قوله "احفظ الله" كما قلنا في الأولى , ومعنى " تجده اتجاهك " أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه .

الكلمة الثالثة : قوله " إذا سألت فاسأل الله " إذا سألت حاجة فلا تسأل
إلا الله عزوجل ولا تسأل المخلوق شيئاً , وإذا قُدر أنك سألت المخلوق ما
يقدر عليه , فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عزوجل فاعتمد على الله تعالى .

الكلمة الرابعة : : قوله " وإذا استعنت فاستعن بالله " فإذا أردت العون وطلبته من أحد فلا تطلب إلا من الله , لأنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وهويعينك إذا شاء وإذا أخلصت الاستعانة وتوكلت عليه أعانك وإذا استعنت بمخلوقٍ فيما قدر عليه فاعتقد أنه سبب وأن الله هو الذي سخره لك .

الكلمة الخامسة : : قوله " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك " الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة , لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله تعالى ونعلم , أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزوجل .

الكلمة السادسة : " وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك لأن الله تعالى قال " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " الشورى/40 .

الكلمة السابعة : " رفعت الأقلام وجفت الصحف " يعني أن ما كتبه الله تعالى قد انتهى فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله .

*رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ,وفي رواية غير الترمذي "احفظ الله تجده أمامك " وهذا بمعنى " احفظ الله تجده اتجاهك " .

" تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة " يعني قم بحق الله عزوجل في حال الرخاء , وفي حال الصحة , وفي حال الغنى "يعرفك في الشدة" إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واحتجت إلى الله عرفك بما سبق لك , أو بما سبق من فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزوجل .

" واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك , وما أصابك لم يكن ليخطئك " يعني أن ما قدر الله تعالى أن يصيبك فإنه لا يخطئك , بل لابد أن يقع , لأن الله قدره .

وأن ما كتب الله أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبداً فالأمر كله بيد الله وهذا يؤدي إلى أن يعتمد الإنسان على ربه اعتماداً كاملاً ثم قال " واعلم أن النصر مع الصبر " فهذه الجملة فيها الحث على الصبر , لأنه إذا كان النصر مع الصبر فإن الإنسان يصبر من أجل أن ينال النصر .

وقوله " وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً " الفجر انكشاف الشدة والكرب الشديد جمعه كروب كما قال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5-6 .

في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنها – فوائد :

*من فوائده : ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو دونه حيث قال "يا غلام إني أعلمك كلمات " .

*ومن فوائده : أنه ينبغي لمن ألقىكلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه حيث قال "يا غلام إني أعلمك كلمات " .

*ومن فوائد الحديث : أن من حفظ الله حفظه لقوله " احفظ الله يحفظك" وسبق معنى احفظ الله يحفظك .

*ومن فوائد الحديث : أن من أضاع الله – أي أضَاع دين الله - فإن الله يضيعه ولا يحفظه قال تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " الحشر/19 .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن من حفظ الله عز وجل هداه ودله على ما فيه الخير وأن من لازم حفظ الله له أن يمنع عنه الشر إذ قوله " احفظ الله تجده تجاهك " كقوله في اللفظ الآخر " تجده أمامك " .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن
الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله ولكن لا مانع أن يستعين بغير
الله ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي صلى الله عليه وسلم "وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة " .

*ومن فوائد الحديث : أن الأمة لن تستطيع أن ينفعوا أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه .

*ومن فوائد هذا الحديث : أنه يجب على المرء أن يكون معلقاً رجاؤه بالله عز وجل وأن لا يلتفت إلى المخلوقين فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن كل
شيء مكتوب منتهى منه , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قدر
مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة .

*ومن فوائد الحديث : في الرواية الأخرى أن الإنسان إذا تعرف إلى الله بطاعته في الصحة والرخاء , عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته .

*ومن فوائده : أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه , وأن الله إذا لم يكتب عليه شيء فإنه لا يصيبه .

*ومن فوائد هذا الحديث : البشارة العظيمة للصابرين وأن النصر مقارن للصبر .

*ومن فوائده : البشارة العظيمة أيضاً بأن تفريج الكربات وإزالة الشدائد مقرون بالكرب فكلما كرب الإنسان الأمر فرج الله عنه .

*ومن فوائده أيضاً : البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر وقد ذكر الله تعالى ذلك في القرآن فقال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5-6 ... فإذا عسرت بك الأمور فالتجئ إلى الله عزوجل منتظراً تيسيره مصدقاً بوعده .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث العشرون من الأربعين النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الثلاثاء يناير 01, 2013 12:35 pm

الحديث العشرون


عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لم تستح فاصنع ما شئت " رواه البخاري .

*الشرح :

قال في الأربعين النووية : الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة بن عمروالأنصاري البدري – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني أن من بقايا النبوة الأولى التي كانت في الأمم السابقة .

وأقرتها هذه الشريعة " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني إذا لم تفعل فعلاً يستحى منه فاصنع ما شئت هذا أحد وجهين , أي ففعله في المعنى الثاني أن الإنسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ولا يبالي وكلا المعنين صحيح .

*يستفاد من هذا الحديث : أن الحياء من الأشياء التي جاءت بها الشرائع السابقة , وأن الإنسان ينبغي له أن يكون صريحاً , فإذا كان الشيء لا يستحى منه فليفعله وهذا الإطلاق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل خوفاً من هذه المفسدة .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الحادي و العشرون من الأربعين النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة يناير 18, 2013 1:44 pm

الحديث الحادي و العشرون


عن أبي عمرو وقيل : أبي عمرة سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه – قال : يا رسول الله , قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك , قال " قل آمنت بالله ثم استقم " رواه مسلم .

*الشرح :

الحديث الحادي
والعشرون من الأربعين النووية عن أبي عمرو وقيل : أبي عمرة سفيان بن
عبدالله الثقفي رضي الله عنه – قال : يا رسول الله , قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك , قال "قل آمنت بالله ثم استقم " يعني قولاً يكون جامعاً واضحاً بيناً لا أسأل أحداً غيرك فيه فق الله النبي صلى الله عليه وسلم "قل آمنت بالله ثم استقم " آمنت بالله هذا بالقلب , والاستقامة تكون بالعمل , فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم كلمتين تتضمنان الدين كله فآمنت بالله يشمل إيماناً بكل ما أخبر الله به عز وجل عن نفسه وعن اليوم الآخر وعن رسله وعن كل ما أرسل به , وتتضمن أيضاً الانقياد ولهذا قال " ثم استقم " وهو مبني على الإيمان و " ثم " الدالة على
الترتيب والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , ومتى بنى الإنسان حياته على هاتين
الكلمتين فهو سعيد في الدنيا وفي الاخرة.

*في هذا الحديث فوائد : حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم .

ومنهم عقل أبي عمرو أو أبي عمرة حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية يستغني عن سؤال أي أحد . حيث قال " قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك " .

*ومن فوائده : أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث , الإيمان بالله ثم الاستقامة على ذلك بقوله "آمنت بالله ثم استقم " .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان بالله لا يكفي عن الاستقامة بل لا بد من إيمان بالله واستقامة على دينه .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن
الدين الإسلامي مبني على هذين الأمرين , الإيمان ومحله القلب , والاستقامة
ومحلها الجوارح , وإن كان القلب منها نصيب لكن الأصل أنها في الجوارح . والله أعلم .

KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الثاني و العشرون من الأربعين النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة يناير 18, 2013 1:53 pm

الحديث الثاني و العشرون

عن أبي عبد الله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات , وصمت رمضان وأحللت الحلال , وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئاً أأدخل الجنة ؟قال -نعم -رواه مسلم .

قال النووي : ومعنى حرمت الحرام :اجتنبته ... ومعنى الحلال : فعلته معتقداً حله .

قال الشيخ رحمه الله :

الحديث الثاني : عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال -أرأيت -بمعني : أخبرني .

- أرأيت إذا صليت المكتوبات- بمعنى الفرائض , وهي الفرائض الخمس والجمعة .

-وصمت رمضان - وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال .

-وأحللت الحلال - أي فعلته معتقداً حله .

- وحرمت الحرام - أي اجتنبته معتقداً تحريمه .

- ولم أزد على ذلك , أأدخل الجنة ؟ قال - نعم -. رواه مسلم .

في هذا الحديث يسأل الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلال وحرم الحرام ولم يزد على ذلك شيئاً هل يدخل الجنة ؟ قال - نعم - .

وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج , فإما أن يقال : إن ذلك داخلاً فيقوله "حرمت الحرام - لأن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام .

ويمكن أن يقال : أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه , وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي صلى الله عليه وسلم علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله .

*في هذا الحديث من الفوائد : حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم .

*وفيه : أن الغاية من هذه الحياة هي دخول الجنة .

*وفيه أيضا : أهمية الصلوات المكتوبات , وأنها سبب لدخول الجنة مع باقي ما ذكر في الحديث ,

*وفيه أيضا : أهمية الصيام , وفيه وجوب إحلال الحلال وتحريم الحرام , أي أن يفعل الإنسان الحلال معتقداً حله وأن يتجنب الحرام معتقداً تحريمه , ولكن الحلال يخير فيه الإنسان إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله , أما الحرام فلا بد أن يتجنبه ولا بد أن يصطحب هذا اعتقاداً . ( تفعل الحلال معتقداً حله , والحرام تجتنبه معتقداً تحريمه . )

*ومن فوائد هذا الحديث : أن السؤال معادٌ في الجواب فإن قوله - نعم - يعني تدخل الجنة .

" قال النووي –رحمه الله- ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته وينبغي أن يقال : اجتنبته معتقداً تحريمه " والله أعلم .

KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الثالث و العشرون من الأربعين النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة يناير 18, 2013 2:10 pm

الحديث الثالث و العشرون

عن أبي مالك – الحارث بن عاصم - الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو مُوبقها -" رواه مسلم .


قال الشيخ رحمه الله :-
الحديث الثالث والعشرون : عن أبي مالك –الحارث بن عاصم- الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - الطهور شطر الإيمان - بضم الطاء يعني الطهارة .
شطر الإيمان أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي , أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك ,لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى - إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ]التوبة28[
فلهذا كان الطهور شطر الإيمان , وقيل : - إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان , لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور- ... لكن المعنى الأول أحسن وأعم .

*وقال : -والحمد لله تملأ الميزان - الحمد لله تعني : وصف الله تعالى بالحامد والكمالات الذاتية والفعلية تملأ الميزان , أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - كلمتان خفيفتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - .

*وقال -سبحان الله والحمد لله - يعني الجمع بينهما - تملأ - أو قال - تملآن ما بين السماء والأرض - وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنـزيه الله تعالى عن كل نقص , وعلى إثبات الكمال لله عز وجل ففي التسبيح تنـزيه الله عن كل نقص وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال , فلهذا كانتا تملآن ما بين السماء والأرض .

*ثم قال - والصلاة نور -يعني : أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه , وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى - يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ...-]الحديد12اً نور بالنسبة للاهتداء والعلم وغير ذلك من كلما فيه النور .

*وقال : - [color=red]والصدقة برهان
- أي دليل على صدق صاحبها , وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه.

*قال - والصبر ضياء - الصبر أقسامه ثلاثة : صبر على طاعة الله , وصبر على معصية الله , وصبر على أقدار الله .

*وقال -" ضياء - نوراً مع حرارة كما قال تعالى -هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا-]يونس5].

والشمس فيها النور والحرارة , والصبر كذلك لأنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار .

*وقال أيضاً - والقرآن حجة لك أو عليك - والقرآن حجة لك , أي عند الله عز وجل أو حجة عليك ...

فإن عملت به كان حجة لك , وإن أعرضت عنه كان حجة عليك , ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كل الناس يغدون أي يذهبون الصباح إلى أعمالهم .

*وقال - فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها - كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم , فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه أي حررها من رق الشيطان

*ففي الحديث فوائد :


1-الحث على الطهور وبيان منزلته من الدين , وأنه شطر الإيمان .
2-الحث على حمد الله وتسبيحه , وأن ذلك يملأ الميزان وأن الجمع بين التسبيح والحمد يملأ ما بين السماء والأرض .
3-الحث على الصلاة , وأنها نور يتفرع علىهذه الفائدة أنها تفتح للإنسان باب العلم والفقه .
4-الحث على الصدقة , وبيان أنها برهان ودليل على صدق إيمان صاحبها .
5-الحث على الصبر وأنه ضياء وأنه يحصل منه مشقة على الإنسان كما تحصل المشقة بالحرارة .
6-أن القرآن حجة للإنسان أوعليه , وليس هناك واسطة بحيث لا يكون حجة للإنسان أو حجة عليه , بل إما كذا وإما كذا , فنسأل الله أن يجعله حجة لنا نافعاً لنا .

*ومن فوائد الحديث : أن كل الناس لا بد أن يعملوا لقوله -كل الناس يغدو - وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - أصدق الأسماء حارث وهمام - لأن كل إنسان حارث وهمام .

*ومن فوائد الحديث : أن العامل إما أن يعتق نفسه وإما أن يوبقها , فإن عمل بطاعة الله واجتنب معصيته فقد أعتق نفسه وحررها من رق الشيطان وإن كان الأمر بالعكس فقد أوبقها . أي أهلكها .

*ومن فوائد الحديث : أن الحرية حقيقة هي : القيام بطاعة الله وليست إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراده , قال ابن القيم رحمه الله في النونية :

هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان

فكل إنسان يفر من عبادة الله , فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان .

KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الرابع و العشرون من الأربعين النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة يناير 18, 2013 2:15 pm

الحديث الرابع و العشرون

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : -يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي
كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عارٍ إلا من
كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر
الذنوب
جميعاً
فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا
نفعي فتنفعوني , يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم , وإنسكم وجنكم كانوا على
أتقى قلب رجل
واحد
منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم
وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً , يا
عبادي لو أن أولكم
و
آخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما
نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي
أعمالكم
أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه - رواه مسلم

*الحديث الرابع والعشرون : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل في هذا الحديث القدسي , لأنه يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قال -"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما - فبين الله عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم على نفسه فلا يظلم أحداً لا بزيادة سيئة ولا بنقص حسنة كما قال تعالى - وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ]-طه112] .

- وجعلته بينكم محرماً - أي جعلت الظلم بينكم محرماً , فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضاً , ولهذا قال - فلا تظالموا - والفاء للتفريع على ما سبق - يا عبادي , كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم - العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إلا من هداه الله عزوجل وإذا كان الأمر كذلك فالواجب طلب الهداية من الله , ولهذا قال - فاستهدوني أهدكم- أي اطلبوا مني أهدكم ,والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية التوفيق , - يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم - , وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع إلا من أطعمه الله ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم وذلك لأن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى - أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ *لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ] -الواقعة63-64-65] ... ثم المال الذي يحصل به الحرث هو لله عزوجل .

- يا عبادي كلكم عار- أي قد بدت عورته إلا من كساه الله ويسر له الكسوة , ولهذا قال - إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم - اطلبوا مني الكسوة أكسكم , لأن كسوة بني ادم مما أخرجه الله تعالى من الأرض , ولو شاء الله تعالى لم يتيسر ذلك .

- يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم - وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح- كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون - فالناس يخطؤون ليلاً ونهاراً أي يرتكبون الخطأ وهو مخالفة أمر الله ورسوله بفعل المحذور أو ترك المأمور , ولكن هذا الخطأ , له دواء – ولله الحمد – وهو قوله -فاستغفروني أغفر لكم - أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم , والمغفرة : ستر الذنب مع التجاوز عنه .

- يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي -لأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل الأرض فلن يضروا الله شيئاً , ولو آمن كل أهل الأرض لن ينفعوا الله شيئاً , لأنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته .

- يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا -لأن طاعة الطائع إنما تنفع الطائع نفسه أما الله عزوجل فلا ينتفع بها لأنه غني عنها , فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك الله شيئاً .

-يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً - وذلك لأن الله غني عنا , فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل مانقص ذلك من ملك الله شيئاً .

- يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر -وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده , فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئاً , وقوله - إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر - وهذا من باب تأكيد عدم النقص , لأنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه فإنه لا ينقص البحر شيئاً لأن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء .

- يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم - أي أعدها لكم وتكتب على الإنسان - ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه -ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح فيما دون الشرك والله أعلم

وهذا حديث عظيم حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال- إني حرمت الظلم على نفسي ...-وقد شرحه شيخ الإسلام رحمه الله في رسالة جيدة كما شرحه ابن رجب ضمن الأحاديث الأربعين النووية .

*وفيه من الفوائد : رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وهو ما يسميه أهل العلم بالحديث القدسي .

*ومن فوائده : أن الله عز وجل حرم الظلم عل نفسه لكمال عدله جل وعلا , فهو قادر على أن يظلم , قادر على أن يبخس المحسن من حسناته وأن يضيف إلىالمسيء أكثر من سيئاته ولكنه لكمال عدله حرم ذلك على نفسه جل وعلا .

*ومن فوائده : أن الظلم بيننا محرم وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون في الدماء والأموال والأعراض قال عليه الصلاة والسلام في مِنى يوم - إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام محرمة كيومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا- .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الأصل في الإنسان الضلال والجهل بقوله تعالى - وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا .....] -النحل78] ... وقوله في هذا الحديث " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم " . والأصل فيه أيضاً الغي والظلم .

*ومن فوائده : وجوب طلب الهداية من الله لقوله تعالى في الحديث - استهدوني أهدكم - .

*ومن فوائد الحديث : أن الإنسان بل كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إلا من أطعمه الله عز وجل , ويترتب على هذه الفائدة سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله , ولهذا قال - فاستطعموني أطعمكم - .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن العباد عراة إلا من كساه الله عز وجل ويسر له الكسوة وسهلها له , ولهذا قال - فاستكسوني أكسكم - أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم , وإنما ذكر الله عز وجل العري بعد ذكر الطعام , لأن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن بني ادم خطاء يخطؤون كثيراً في الليل والنهار , ولكن هذا الخطأ يقابله مغفرة الله عز وجل لكل ذنب , وأن الله يغفر الذنوب جميعاً كما قال تعالى - قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا - ]الزمر53] ,ويترتب على هذا أن الإنسان يعرف قدر نفسه , فكلما أخطأ استغفر الله عز وجل .

*ومن فوائد هذا الحديث : أن الذنوب مهما كثرت فإن الله تعالى يغفرها إذا استغفر الله الإنسان ربه , لقوله تعالى في الحديث القدسي -"وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفرلكم -وقوله - يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولنتبلغوا نفعي فتنفعوني - وذلك لأن الله سبحانه وتعالى مستغن عن جميع خلقه , ومن أسمائه العزيز وهو الذي عز أن يناله ضرر , وكذلك هو الغني الحميد فلا حاجة إلى أن يسعى أحد لنفعه ولن يبلغ أحد ضرره لكمال غناه جل وعلا .

-يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً - وذلك لكمال غناه عز وجل فلو كان الناس كلهم من إنس وجن على أتقى قلب رجل فإن ذلك لا يزيد من ملك الله شيئاً ً .

-يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً " وذلك لكمال غناه فلا تنفعه طاعة الطائعين , ولا تضره معصية العاصين والمقصود من هاتين الجملتين : الحث على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته .

-يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر-وذلك لكمال غناه جل وعلا وسعته , فيستفاد من هذه الجملة : أن الله سبحانه وتعالى واسع الغنى والكرم وقوله - إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر -سبق لنا أن المقصود بذلك المبالغة في أن ذلك لا ينقص من الله شيئاً .

وقوله- يا عبادي إنما أعمالكم ...الخ - فيستفاد منها الحث على العمل الصالح حتى يجد الإنسان الخير .

*ومن فوائده أيضاً :أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً .

*ومن فوائده :أن العاصي سوف يلوم نفسه إذا كان في وقت لا ينفعه اللوم ولا الندم لقوله " ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " .
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأربعون النووية Empty الحديث الخامس و العشرون من الأربعين النووية

مُساهمة من طرف KAMEL الجمعة يناير 18, 2013 2:23 pm

الحديث الخامس و العشرون

عن أبي ذر رضي الله عنه أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يُصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال - أو ليس الله جعل لكم ما
تصدقون به إن لكم بكل تسبيحة صدقة , وكل تكبيرة صدقة , وكل تحميدة صدقة
وكل تهليله صدقة , وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ,وفي بُضح أحدكم
صدقة
- قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال - أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر -

بالإضافة إلى الحديث السابق القدسي أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله – وهؤلاء فقراء – قالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور - يعني أهل الأموال ذهبوا بالأجور , يعني اختصموا بها .

- يصلون كما نصلي و ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم - فهم شاركوا الفقراء في الصلاة والصوم وفضولهم في الصدقة .

قال النبي صلى الله عليه وسلم – أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ... إلخ-

لما اشتكى الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول أموالهم يعني والفقراء لا يتصدقون . بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة التي يطيقونها فقال – أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به , إن لكم بكل تسبيحة صدقة - يعني أن يقول الإنسان سبحان الله صدقة " وبكل تكبيره صدقة - يعني إذا قال : الله أكبر فهذه صدقة - وكل تكبيرة صدقة - يعني إذا قال : الله أكبر فهذه صدقة - وكل تحميده صدقة - يعني إذا قال : الحمد لله فهذه صدقة - وكل تهليلة صدقة - يعني إذا قال : لا إله إلا الله فهذه صدقة - وأمر بالمعروف - يعني إذا أمر شخصاً أن يفعل طاعة فهذه صدقة - ونهياً عن منكر - يعني إذا نهى شخصاً عن منكر فإن ذلك صدقة "وفي بضع أحدكم صدقة - يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ، وذكروا ذلك لتقرير قوله صلى الله عليه وسلم " وفي بضع أحدكم صدقة " وليس للشك في هذا , لأنهم يعلمون أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلام - قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ... - ]ال عمران40] ... أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به .

قال - أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ - والجواب : نعم يكون عليه وزر قال " فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر " وهذا القياس العكس بالعكس يعني كما أن عليه وزراً في الحرام يكون له أجراً في الحلال فقال صلى الله عليه وسلم - فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر - .

*في هذا الحديث من الفوائد :

- حرص الصحابة رضي الله عنهم على السبق إلى الخيرات .

- ينبغي للإنسان إذا ذكر شيئاً أن يذكر وجهه لأن الصحابة رضي الله عنهم لما قالوا - ذهب أهل الدثور بالأجور - بينوا وجه ذلك فقالوا - يصلون كما نصلي ..الخ -

- أن كل قول يقرب إلى الله تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة .

- الترغيب في الإكثار من هذه الأذكار , لأن كل كلمة منه تعتبرصدقة تقرب المرء إلى الله عز وجل .

-أن الاكتفاء بالحلال والحرام يجعل الحلال قربة وصدقة لقوله صلى الله عليه وسلم - وفي بضع أحدكم صدقة-

- جواز الاستثبات في الخبر ولو كان صادراً من صداق لقولهم - أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ -

-حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بإيراد كلامه على سبيل الاستفهام حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه , ومن هذا قوله عليه الصلاة والسلام حين سؤل عن بيع الرطب بالتمر - أينقص إذا جف ؟ - قالوا : نعم , فنهى عن ذلك .

KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60676
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى