فضائل شهر رجب وبدعه
صفحة 1 من اصل 1
فضائل شهر رجب وبدعه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ،
مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ،
وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ،
ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...
حياكم الله جميعاً أيها الأحبة الكرام ، وطبتم وطاب مسائكم وتبوأتم جميعاً من الجنة
فضائل شهر رجب وبدعه
بقلم العلامة الشيخ صفوت الشوادفى
رحمه الله رحمة واسعة
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
فقد اشتهر
على كثير من الألسنة فضائل ومناقب لهذا الشهر الكريم أكثرها غير صحيح ، و
صحيحها غير صريح ، وكثرت حاجة الناس إلى معرفة الخطأ من الصواب ، والتمييز
بين الحق والباطل ، وبيان ما هو سنة صحيحة ، وما هو بدعة قبيحة .
فنقول مستعينين بالله :
· رجب في لغة العرب :
قال العلماء : رجب ، جمعه أرجاب ، ورجبانات ، و أرجبه و أراجبه .
وله ثمانية عشر اسماً !!
الأول : رجب لأنه كان يرجب في الجاهلية ! أي يعظم .
الثاني : الأصم ، لأنهم لا يسمعون فيه قعقعة السلاح .
الثالث : الأصب لقولهم : إن الرحمة تصب فيه .
الرابع : رجم ؛ لأن الشياطين ترجم فيه .
الخامس : الشهر الحرام .
السادس : الحرم ؛ لأن حرمته قديمة .
السابع : المقيم ؛ لأن حرمته ثابتة .
الثامن : المعلى ؛ لأنه رفيع عندهم .
التاسع : الفرد ؛ وهذا اسم شرعي .
العاشر : منصل الأسنة ، ذكره البخاري [ البخاري رقم ( 4376 ) ، وهو من قول أبى رجاء العطاوى ] .
الحادي عشر : مفصل الآل ؛ أي الجواب ؛ ذكره الأعشى في ديوانه .
الثاني عشر : منزل الأسنة ؛ وهو كالعاشر .
الثالث عشر : شهر العتيرة ؛ لأنهم كانوا يذبحون فيه .
الرابع عشر : المبري .
الخامس عشر : المعشعش .
السادس عشر : شهر الله .
السابع عشر : سُمي رجباً ، لترك القتال ، يقال : أقطع الله الرواجب .
الثامن عشر : سُمي رجباً لأنه مشتق من الرواجب .
هذا ، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذا الشهر ، صحيحها غير صريح ، وصريحها ضعيف أو موضوع !!
قال
الحافظ ابن حجر رحمة الله : ( لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا
في صيام شئ منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة )
.
و قال أيضا : ( الأحاديث الصريحة الواردة في فضل رجب أو فضل صيامه أو صيام شئ منه تنقسم إلى قسمين : قسم ضعيف، وقسم موضوع ) !!
وقد جمع - رحمه الله – الضعيف فكان أحد عشر حديثاً ، وجمع الموضوع فكان واحداً وعشرين حديثاً !!
وبيانها كالآتي :
1 - إن في الجنة نهراً يقال له رجب .. إلخ . ضعيف .
2 - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال : " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " ضعيف .
3 - لم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رمضان إلا رجب وشعبان . ضعيف .
4 - رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي . باطل .
5 - من صام من رجب إيمانا واحتساباً ... ومن صام يومين ... ومن صام ثلاثة ... إلخ .. موضوع .
6 - فضل رجب على سائر الشهور .... إلخ ... موضوع .
7 - رجب شهر الله ويدعى الأصم .... إلخ ... موضوع .
8 - من فرج عن مؤمن كربة في رجب .... إلخ ... موضوع .
9 - إن أيام رجب مكتوبة على أبواب السماء السادسة ، فإن صام الرجل منه يوماً ... إلخ . في إسناده كذاب .
10 - الحديث الوارد في صلاة أول ليلة منه .. موضوع .
11 - صيام يوم من رجب مع صلاة أربع ركعات فيه على كيفية معينة في القراءة ... موضوع .
12 - من صلى ليلة سبع وعشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة ... إلخ .. موضوع .
13 - من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة .. إلخ .. موضوع .
14 - بعثت نبياً في السابع والعشرين من رجب ... إسناده منكر .
15 - أحاديث كثيرة مختلفة اللفظ والسياق كلها في فضل صوم رجب ، وكلها موضوعة .
قال
أبو بكر الطرطوشى في كتاب " البدع و الحوادث " : يكره صوم رجب على ثلاثة
أوجه ؛ لأنه إذا خصه المسلمون بالصوم من كل عام حسب ما يفعل العوام ، فإما
انه فرض كشهر رمضان !! و إما سنة ثابتة كالسنن الثابتة ، و إما لأن الصوم
فيه مخصوص بفضل ثواب على صيام بقية الشهور !! ولو كان من هذا شئ لبينه صلى
الله عليه وسلم .
· الإسراء والمعراج :
ذكر العلامة أبو شامة في كتابه النافع " الباعث على إنكار البدع والحوادث " أن الإسراء لم يكن في شهر رجب !!
قال
- رحمه الله - : ( ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب ؛ وذلك عند أهل
التعديل والتجريح عين الكذب !! قال الإمام أبو إسحاق الحربي : أسرى برسول
الله صلى الله عليه وسلم لسلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول ) . أهـ.
وذكر
الحافظ في " فتح الباري " أن الخلاف في تحديد وقته يزيد على عشرة أقوال !!
منها أنه وقع في رمضان ، أو في شوال ، أو في رجب ، أو في ربيع الأول أو في
ربيع الآخر .
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن ليلة الإسراء والمعراج
لم يقم دليل معلوم على تحديد شهرها أو عشرها – أي في العشر التي وقعت فيه –
أو عينها ، يعنى نفس الليلة . أهـ.
وخلاصة أقوال المحققين من العلماء أنها ليلة عظيمة القدر مجهولة العين !!
ولتبسيط هذه المسألة وتسيرها نقول :
بعض
العبادات تتعلق بوقت معلوم لا نتعداه ولا نتخطاه كالصلاة المكتوبة { إن
الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا } [ النساء : 103 ] .
و بعض
العبادات أخفى الله وقتها عنا و أمرنا بالتماسها ليتنافس المتنافسون ويجتهد
المجتهدون ؛ كليلة القدر في ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان .
وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة .
و هناك أوقات جليلة القدر عند الله ،
وليس لها عبادة مشروعة لا صلاة ولا صوم ولا غيرهما ، ولذلك أخفى الله
علمها عن عباده ؛ كليلة الإسراء .
هذا ، وقد جمع المشرف العام على مجلة
الجندي المسلم سعادة اللواء د / فيصل بن جعفر بالى مدير الشئون الدينية
للقوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية جميع البدع التي تقع قديماً
وحديثاً في شهر رجب ، فقال : ( الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا
نبي بعده . أما بعد :
فإن الشهور و الأيام تتفاضل كما يتفاضل الناس ، فرمضان أفضل الشهور ويوم الجمعة أفضل الأيام ، وليلة القدر أفضل الليالي .
والميزان
في إثبات أفضلية شهر أو يوم أو ليلة أو ساعة شرع الله تعالى ، فما ثبت في
الكتاب أو السنة الصحيحة أن له فضلاً أثبت له بعد ذلك الفضل ، وما لم يرد
فيهما أو ورد فيه أحاديث ضعيفة أو موضوعة فلا يعترف به ولا يميز على غيره .
ومن
الأشهر المحرمة الذي ثبتت حرمته بالكتاب والسنة شهر رجب المحرم ، ولكب طاب
لبعض المبتدعة أن يزيدوا على ما جعله الشارع له من مزية باختراع عبادات
واحتفالات ما انزل الله بها من سلطان ، مضاهاة لأهل الجاهلية ، حيث كانوا
يفعلون كثيراً منها فيه ، ومن هذه الضلالات :
1 - ذبح ذبيحة يسمونها (
العتيرة ) ، وقد كان أهل الجاهلية يذبحونها فأبطل الإسلام ذلك ، حيث قال
النبي صلى الله عليه وسلم : " لا عتيرة في الإسلام " . [ أخرجه أحمد ( 2 /
229 ) ] .
قال أبو عبيدة : العتيرة هي الرجبية ذبيحة كانوا يذبحونها في
الجاهلية في رجب يتقربون بها لأصنامهم . [ فتح الباري لابن حجر ( 9 / 512 )
] .
وقال ابن رجب : ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسماً وعيداً كأكل الحلو ونحوها . [ لطائف المعارف ( 227 ) ] .
2
- اعتقاد أن ليلة السابع و عشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج ، مما
أدى إلى عمل احتفالات عظيمة بهذه المناسبة ، وهذا باطل من وجهين :
أ -
عدم ثبوت وقوع الإسراء والمعراج في تلك الليلة المزعومة ، بل الخلاف بين
المؤرخين كبير في السنة والشهر الذي وقع ، فكيف بذات الليلة .
ب - أنه
لو ثبت وقوع الإسراء والمعراج كان في تلك الليلة بعينها لما جاز إحداث
أعمال لم يشرعها الله ولا رسوله ، ولا شك أن الاحتفال بها من المحدثات في
الدين ، فكيف إذا انضم إلى ذلك أوراد و أذكار مبتدعة ، وفى بعضها شركيات
وتوسل واستغاثة بالني صلى الله عليه وسلم مما لا يجوز صرفه إلا لله تعالى .
3
- اختراع صلاة في أول ليلة جمعة من رجب يسمونها صلاة الرغائب ووضعوا فيها
أحاديث لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهى صلاة باطلة مبتدعة عند
جمهور العلماء .
4 - تخصيص أيام من رجب بالصيام ، وقد ثبت أن عمر رضي
الله عنه ، كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام ، ويقول :
ما رجب ؟ إن رجباً كان يعظمه أهل الجاهلية ، فلما كان الإسلام ترك . [
مصنف ابن أبى شيبة ( 2 / 345 ) ] .
5 - تخصيص رجب بالصدقة لاعتقاد فضله ، والصدقة مشروعة في كل وقت ، واعتقاد فضيلتها في رجب بذاته اعتقاد خاطئ .
6
- تخصيص رجب بعمرة يسمونها ( العمرة الرجبية ) ، والعمرة مشروعة في أيام
العام كلها ، والممنوع تخصيص رجب بعمرة واعتقاد فضلها فيه على غيره .
وكل
ما سبق من بدع وضلالات مبنى على اعتقاد خاطئ و أحاديث ضعيفة وموضوعة في
فضل رجب ، كما بين الحافظ ابن حجر ، رحمه الله تعالى . [ " تبيين العجب بما
ورد في فضل رجب " ( 23 ) ] .
وحرى بالمسلم أن يتبع ولا يبتدع ؛ إذ محبة
الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم تنال بالإتباع لا بالابتداع :
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ
أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ
يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } [ آل عمران : 31 ، 32 ] . اهـ.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد و آله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ،
مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ،
وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ،
ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...
حياكم الله جميعاً أيها الأحبة الكرام ، وطبتم وطاب مسائكم وتبوأتم جميعاً من الجنة
فضائل شهر رجب وبدعه
بقلم العلامة الشيخ صفوت الشوادفى
رحمه الله رحمة واسعة
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
فقد اشتهر
على كثير من الألسنة فضائل ومناقب لهذا الشهر الكريم أكثرها غير صحيح ، و
صحيحها غير صريح ، وكثرت حاجة الناس إلى معرفة الخطأ من الصواب ، والتمييز
بين الحق والباطل ، وبيان ما هو سنة صحيحة ، وما هو بدعة قبيحة .
فنقول مستعينين بالله :
· رجب في لغة العرب :
قال العلماء : رجب ، جمعه أرجاب ، ورجبانات ، و أرجبه و أراجبه .
وله ثمانية عشر اسماً !!
الأول : رجب لأنه كان يرجب في الجاهلية ! أي يعظم .
الثاني : الأصم ، لأنهم لا يسمعون فيه قعقعة السلاح .
الثالث : الأصب لقولهم : إن الرحمة تصب فيه .
الرابع : رجم ؛ لأن الشياطين ترجم فيه .
الخامس : الشهر الحرام .
السادس : الحرم ؛ لأن حرمته قديمة .
السابع : المقيم ؛ لأن حرمته ثابتة .
الثامن : المعلى ؛ لأنه رفيع عندهم .
التاسع : الفرد ؛ وهذا اسم شرعي .
العاشر : منصل الأسنة ، ذكره البخاري [ البخاري رقم ( 4376 ) ، وهو من قول أبى رجاء العطاوى ] .
الحادي عشر : مفصل الآل ؛ أي الجواب ؛ ذكره الأعشى في ديوانه .
الثاني عشر : منزل الأسنة ؛ وهو كالعاشر .
الثالث عشر : شهر العتيرة ؛ لأنهم كانوا يذبحون فيه .
الرابع عشر : المبري .
الخامس عشر : المعشعش .
السادس عشر : شهر الله .
السابع عشر : سُمي رجباً ، لترك القتال ، يقال : أقطع الله الرواجب .
الثامن عشر : سُمي رجباً لأنه مشتق من الرواجب .
هذا ، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذا الشهر ، صحيحها غير صريح ، وصريحها ضعيف أو موضوع !!
قال
الحافظ ابن حجر رحمة الله : ( لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا
في صيام شئ منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة )
.
و قال أيضا : ( الأحاديث الصريحة الواردة في فضل رجب أو فضل صيامه أو صيام شئ منه تنقسم إلى قسمين : قسم ضعيف، وقسم موضوع ) !!
وقد جمع - رحمه الله – الضعيف فكان أحد عشر حديثاً ، وجمع الموضوع فكان واحداً وعشرين حديثاً !!
وبيانها كالآتي :
1 - إن في الجنة نهراً يقال له رجب .. إلخ . ضعيف .
2 - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال : " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " ضعيف .
3 - لم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رمضان إلا رجب وشعبان . ضعيف .
4 - رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي . باطل .
5 - من صام من رجب إيمانا واحتساباً ... ومن صام يومين ... ومن صام ثلاثة ... إلخ .. موضوع .
6 - فضل رجب على سائر الشهور .... إلخ ... موضوع .
7 - رجب شهر الله ويدعى الأصم .... إلخ ... موضوع .
8 - من فرج عن مؤمن كربة في رجب .... إلخ ... موضوع .
9 - إن أيام رجب مكتوبة على أبواب السماء السادسة ، فإن صام الرجل منه يوماً ... إلخ . في إسناده كذاب .
10 - الحديث الوارد في صلاة أول ليلة منه .. موضوع .
11 - صيام يوم من رجب مع صلاة أربع ركعات فيه على كيفية معينة في القراءة ... موضوع .
12 - من صلى ليلة سبع وعشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة ... إلخ .. موضوع .
13 - من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة .. إلخ .. موضوع .
14 - بعثت نبياً في السابع والعشرين من رجب ... إسناده منكر .
15 - أحاديث كثيرة مختلفة اللفظ والسياق كلها في فضل صوم رجب ، وكلها موضوعة .
قال
أبو بكر الطرطوشى في كتاب " البدع و الحوادث " : يكره صوم رجب على ثلاثة
أوجه ؛ لأنه إذا خصه المسلمون بالصوم من كل عام حسب ما يفعل العوام ، فإما
انه فرض كشهر رمضان !! و إما سنة ثابتة كالسنن الثابتة ، و إما لأن الصوم
فيه مخصوص بفضل ثواب على صيام بقية الشهور !! ولو كان من هذا شئ لبينه صلى
الله عليه وسلم .
· الإسراء والمعراج :
ذكر العلامة أبو شامة في كتابه النافع " الباعث على إنكار البدع والحوادث " أن الإسراء لم يكن في شهر رجب !!
قال
- رحمه الله - : ( ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب ؛ وذلك عند أهل
التعديل والتجريح عين الكذب !! قال الإمام أبو إسحاق الحربي : أسرى برسول
الله صلى الله عليه وسلم لسلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول ) . أهـ.
وذكر
الحافظ في " فتح الباري " أن الخلاف في تحديد وقته يزيد على عشرة أقوال !!
منها أنه وقع في رمضان ، أو في شوال ، أو في رجب ، أو في ربيع الأول أو في
ربيع الآخر .
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن ليلة الإسراء والمعراج
لم يقم دليل معلوم على تحديد شهرها أو عشرها – أي في العشر التي وقعت فيه –
أو عينها ، يعنى نفس الليلة . أهـ.
وخلاصة أقوال المحققين من العلماء أنها ليلة عظيمة القدر مجهولة العين !!
ولتبسيط هذه المسألة وتسيرها نقول :
بعض
العبادات تتعلق بوقت معلوم لا نتعداه ولا نتخطاه كالصلاة المكتوبة { إن
الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا } [ النساء : 103 ] .
و بعض
العبادات أخفى الله وقتها عنا و أمرنا بالتماسها ليتنافس المتنافسون ويجتهد
المجتهدون ؛ كليلة القدر في ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان .
وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة .
و هناك أوقات جليلة القدر عند الله ،
وليس لها عبادة مشروعة لا صلاة ولا صوم ولا غيرهما ، ولذلك أخفى الله
علمها عن عباده ؛ كليلة الإسراء .
هذا ، وقد جمع المشرف العام على مجلة
الجندي المسلم سعادة اللواء د / فيصل بن جعفر بالى مدير الشئون الدينية
للقوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية جميع البدع التي تقع قديماً
وحديثاً في شهر رجب ، فقال : ( الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا
نبي بعده . أما بعد :
فإن الشهور و الأيام تتفاضل كما يتفاضل الناس ، فرمضان أفضل الشهور ويوم الجمعة أفضل الأيام ، وليلة القدر أفضل الليالي .
والميزان
في إثبات أفضلية شهر أو يوم أو ليلة أو ساعة شرع الله تعالى ، فما ثبت في
الكتاب أو السنة الصحيحة أن له فضلاً أثبت له بعد ذلك الفضل ، وما لم يرد
فيهما أو ورد فيه أحاديث ضعيفة أو موضوعة فلا يعترف به ولا يميز على غيره .
ومن
الأشهر المحرمة الذي ثبتت حرمته بالكتاب والسنة شهر رجب المحرم ، ولكب طاب
لبعض المبتدعة أن يزيدوا على ما جعله الشارع له من مزية باختراع عبادات
واحتفالات ما انزل الله بها من سلطان ، مضاهاة لأهل الجاهلية ، حيث كانوا
يفعلون كثيراً منها فيه ، ومن هذه الضلالات :
1 - ذبح ذبيحة يسمونها (
العتيرة ) ، وقد كان أهل الجاهلية يذبحونها فأبطل الإسلام ذلك ، حيث قال
النبي صلى الله عليه وسلم : " لا عتيرة في الإسلام " . [ أخرجه أحمد ( 2 /
229 ) ] .
قال أبو عبيدة : العتيرة هي الرجبية ذبيحة كانوا يذبحونها في
الجاهلية في رجب يتقربون بها لأصنامهم . [ فتح الباري لابن حجر ( 9 / 512 )
] .
وقال ابن رجب : ويشبه الذبح في رجب اتخاذه موسماً وعيداً كأكل الحلو ونحوها . [ لطائف المعارف ( 227 ) ] .
2
- اعتقاد أن ليلة السابع و عشرين من رجب هي ليلة الإسراء والمعراج ، مما
أدى إلى عمل احتفالات عظيمة بهذه المناسبة ، وهذا باطل من وجهين :
أ -
عدم ثبوت وقوع الإسراء والمعراج في تلك الليلة المزعومة ، بل الخلاف بين
المؤرخين كبير في السنة والشهر الذي وقع ، فكيف بذات الليلة .
ب - أنه
لو ثبت وقوع الإسراء والمعراج كان في تلك الليلة بعينها لما جاز إحداث
أعمال لم يشرعها الله ولا رسوله ، ولا شك أن الاحتفال بها من المحدثات في
الدين ، فكيف إذا انضم إلى ذلك أوراد و أذكار مبتدعة ، وفى بعضها شركيات
وتوسل واستغاثة بالني صلى الله عليه وسلم مما لا يجوز صرفه إلا لله تعالى .
3
- اختراع صلاة في أول ليلة جمعة من رجب يسمونها صلاة الرغائب ووضعوا فيها
أحاديث لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهى صلاة باطلة مبتدعة عند
جمهور العلماء .
4 - تخصيص أيام من رجب بالصيام ، وقد ثبت أن عمر رضي
الله عنه ، كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام ، ويقول :
ما رجب ؟ إن رجباً كان يعظمه أهل الجاهلية ، فلما كان الإسلام ترك . [
مصنف ابن أبى شيبة ( 2 / 345 ) ] .
5 - تخصيص رجب بالصدقة لاعتقاد فضله ، والصدقة مشروعة في كل وقت ، واعتقاد فضيلتها في رجب بذاته اعتقاد خاطئ .
6
- تخصيص رجب بعمرة يسمونها ( العمرة الرجبية ) ، والعمرة مشروعة في أيام
العام كلها ، والممنوع تخصيص رجب بعمرة واعتقاد فضلها فيه على غيره .
وكل
ما سبق من بدع وضلالات مبنى على اعتقاد خاطئ و أحاديث ضعيفة وموضوعة في
فضل رجب ، كما بين الحافظ ابن حجر ، رحمه الله تعالى . [ " تبيين العجب بما
ورد في فضل رجب " ( 23 ) ] .
وحرى بالمسلم أن يتبع ولا يبتدع ؛ إذ محبة
الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم تنال بالإتباع لا بالابتداع :
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ
أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ
يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } [ آل عمران : 31 ، 32 ] . اهـ.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد و آله وصحبه وسلم
قطر الندى- مشرف مميز
- عدد الرسائل : 2427
تاريخ الميلاد : 01/01/1985
العمر : 39
الموقع : http://english4all.3oloum.org
العمل/الترفيه : teacher
المزاج : ambitious
عدد النقاط : 48937
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 15/05/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى