الحياة السعيدة
صفحة 1 من اصل 1
الحياة السعيدة
قال الإمام ابن قيم الجوزية -رحمه الله-
[وقد جعل الله الحياة الطيبة لأهل معرفته ومحبته وعبادته فقال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
وقد فسرت الحياة الطيبة بالقناعة والرضى والرزق الحسن وغير ذلك والصواب أنها حياة القلب ونعيمه وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة كما كان بعض العارفين يقول إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب وقال غيره إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا.
وإذا كانت حياة القلب حياة طيبة تبعته حياة الجوارح فإنه ملكها ولهذا جعل الله المعيشة الضنك من أعرض عن ذكره وهي عكس الحياة الطيبة.
وهذه الحياة الطيبة تكون في الدور الثلاث واني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار والمعيشة الضنك أيضا تكون في الدور الثلاث فالأبرار في النعيم هنا وهنالك والفجار في الجحيم هنا وهنالك قال الله تعالى: ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير).
وقال تعالى: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله). فذكر الله سبحانه وتعالى ومحبته وطاعته والإقبال عليه ضامن لأطيب الحياة في الدنيا والآخرة والإعراض عنه والغفلة ومعصيته كفيل بالحياة المنغصة والمعيشة الضنك في الدنيا والآخرة.].مدارج السالكين:(3/259).
..........
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
موضوع الاستقامة موضوع عظيم، فجدير بكل مؤمن، وكل مؤمنة العناية بالاستقامة، والحرص على ذلك في جميع الأوقات، وسؤال الله جل وعلا والضراعة إليه بطلب التوفيق لذلك.
وأنت يا عبد الله، عليك أن تحرص على الخير، وأن تبادر إليه وأن تلزمه، وأن تحذر الشر وتبتعد عنه وعن وسائله وأسبابه، وعليك بسؤال ربك والضراعة إليه: أن يمنحك العون والتوفيق.
وهذه الدنيا هي دار الابتلاء والامتحان، هي دار العمل والإعداد للآخرة، فالله خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل لهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وأعطاهم عقولاً وأسماعاً وأبصاراً، وابتلاهم بالشياطين، من الإنس والجن، والشهوات.
فالواجب استعمال ما أعطاهم الله من المحافظة في ترك ما يضرهم، مما ابتلاهم الله به، من دعاة السوء وشياطين الإنس والجن.
وهذه الدار دار عمل، ليست دار نعيم ولكنها دار عمل، هي دار الغرور، فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[1] متاعها قليل، كما قال تعالى: أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ[2]، فالواجب على المكلفين، من الرجال والنساء الحرص على الاستقامة، فالواجب هو الإصغاء للحق واقتضاؤه في أداء الواجبات وترك المحرمات، وشرعية الإكثار من الخيرات المستحبة؛ لأنها تقوي الإيمان وتزيده، والبعد عن الأشياء التي قد تضر العبد، وإن كانت مباحة أو مكروهة.
ويجتهد العبد في ترك كل ما يضره، وكل ما يخشى منه النقص في العمل، أو التفريط عن العمل وإن كان مباحاً، يقول سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ[3] أي عند الموت، وعند البعث والنشور، وفي القبور؛ فضلاً من الله عليكم.
وفي سورة الأحقاف نقرأ قول الله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[4]، وفي سورة النحل قول الله جل وعلا: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[5]، حياة طيبة في الدنيا، وسعادة في الآخرة، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.*
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عندما سُئل عن أسباب الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.
فقال:
أسبابها اثنان ذكرهما الله تعالى في كتابه فقال جل وعلا (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97) جعلنا الله وإياكم من المؤمنين العاملين الصالحات (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
فتجد المؤمن العامل للصالحات من أطيب الناس قلباً وأشرحهم صدراً يسير بقضاء الله وقدره ويقوم بطاعة الله ورسوله لا يفرح بما أوتي فرح بطر ولا يحزن على ما فات من غير تقصير فهو دائماً في سرور دائماً في خير قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر وكان خيراً له وإن أصابته ضراء شكر فكان خيراً له). **
[وقد جعل الله الحياة الطيبة لأهل معرفته ومحبته وعبادته فقال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
وقد فسرت الحياة الطيبة بالقناعة والرضى والرزق الحسن وغير ذلك والصواب أنها حياة القلب ونعيمه وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة كما كان بعض العارفين يقول إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب وقال غيره إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا.
وإذا كانت حياة القلب حياة طيبة تبعته حياة الجوارح فإنه ملكها ولهذا جعل الله المعيشة الضنك من أعرض عن ذكره وهي عكس الحياة الطيبة.
وهذه الحياة الطيبة تكون في الدور الثلاث واني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار والمعيشة الضنك أيضا تكون في الدور الثلاث فالأبرار في النعيم هنا وهنالك والفجار في الجحيم هنا وهنالك قال الله تعالى: ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير).
وقال تعالى: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله). فذكر الله سبحانه وتعالى ومحبته وطاعته والإقبال عليه ضامن لأطيب الحياة في الدنيا والآخرة والإعراض عنه والغفلة ومعصيته كفيل بالحياة المنغصة والمعيشة الضنك في الدنيا والآخرة.].مدارج السالكين:(3/259).
..........
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
موضوع الاستقامة موضوع عظيم، فجدير بكل مؤمن، وكل مؤمنة العناية بالاستقامة، والحرص على ذلك في جميع الأوقات، وسؤال الله جل وعلا والضراعة إليه بطلب التوفيق لذلك.
وأنت يا عبد الله، عليك أن تحرص على الخير، وأن تبادر إليه وأن تلزمه، وأن تحذر الشر وتبتعد عنه وعن وسائله وأسبابه، وعليك بسؤال ربك والضراعة إليه: أن يمنحك العون والتوفيق.
وهذه الدنيا هي دار الابتلاء والامتحان، هي دار العمل والإعداد للآخرة، فالله خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل لهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وأعطاهم عقولاً وأسماعاً وأبصاراً، وابتلاهم بالشياطين، من الإنس والجن، والشهوات.
فالواجب استعمال ما أعطاهم الله من المحافظة في ترك ما يضرهم، مما ابتلاهم الله به، من دعاة السوء وشياطين الإنس والجن.
وهذه الدار دار عمل، ليست دار نعيم ولكنها دار عمل، هي دار الغرور، فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[1] متاعها قليل، كما قال تعالى: أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ[2]، فالواجب على المكلفين، من الرجال والنساء الحرص على الاستقامة، فالواجب هو الإصغاء للحق واقتضاؤه في أداء الواجبات وترك المحرمات، وشرعية الإكثار من الخيرات المستحبة؛ لأنها تقوي الإيمان وتزيده، والبعد عن الأشياء التي قد تضر العبد، وإن كانت مباحة أو مكروهة.
ويجتهد العبد في ترك كل ما يضره، وكل ما يخشى منه النقص في العمل، أو التفريط عن العمل وإن كان مباحاً، يقول سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ[3] أي عند الموت، وعند البعث والنشور، وفي القبور؛ فضلاً من الله عليكم.
وفي سورة الأحقاف نقرأ قول الله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[4]، وفي سورة النحل قول الله جل وعلا: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[5]، حياة طيبة في الدنيا، وسعادة في الآخرة، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.*
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عندما سُئل عن أسباب الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.
فقال:
أسبابها اثنان ذكرهما الله تعالى في كتابه فقال جل وعلا (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97) جعلنا الله وإياكم من المؤمنين العاملين الصالحات (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
فتجد المؤمن العامل للصالحات من أطيب الناس قلباً وأشرحهم صدراً يسير بقضاء الله وقدره ويقوم بطاعة الله ورسوله لا يفرح بما أوتي فرح بطر ولا يحزن على ما فات من غير تقصير فهو دائماً في سرور دائماً في خير قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر وكان خيراً له وإن أصابته ضراء شكر فكان خيراً له). **
القائد العام- مراقب
- عدد الرسائل : 687
تاريخ الميلاد : 12/11/1982
العمر : 42
الموقع : الأبيض س/ش
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : مرح
عدد النقاط : 43859
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 25/03/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى