معركة الصماء بـــــــــــــــأفلو

معركة الصماء

يقع جبل الصماء ضمن الحدود الإقليمية لبلدية مادنة بدائرة افلو ولاية الاغواط , يحد هذا الجبل من الناحية الغربية بلدية الغيشة ومن الناحية الشمالية جبل ازلاق ووادي مرة , ومن الناحية الشرقية فتحده عين الشهداء ببلدية الادريسية ولاية الجلفة , ومن الناحية الجنوبية فيحده جبل المدورة وتاجموت ويوجد هذا الجبل في الشمال الغربي من مقر الولاية وعلى بعد 65 كلم.

و هذه المنطقة ذات موقع استراتيجي هام فكانت معقلا من معاقل الثوار منذ اندلاع الثورة ومكانا مناسبا لتجمعات كتائب المجاهدين وتنظيماتهم السياسية والإدارية وخلال الثورة كانت هذه المنطقة ضمن الناحية الرابعة , المنطقة الثامنة , ثم حولت فيما بعد إلى المنطقة الثالثة من الولاية الخامسة .
قامت هذه المعركة الكبرى في نهاية الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر 1958 بين قوات جيش التحرير الوطني وقوات كبيرة للعدو الفرنسي.


تتشكل قوة الجيش من فيلق عدد إفراده 500 مجاهد وكان هذا الفيلق بقيادة الشهيد طالبي الطالب المدعو (الصادق) مسؤول الناحية الرابعة آنذاك أما القائد الأصلي لهذا الفيلق فهو اوكيد علال الذي استشهد بناحية سيدي بوزيد يوم 04 نوفمبر 1958 زيادة على ذلك حضر هذه المعركة بعض المسؤولين مثل الشهيد الرق الحاج المدعو (خالد) مسؤول الناحية الخامسة ومضياف قادة المدعو (عقبة) المسؤول العسكري للناحية الرابعة ومسؤولي الكوماندو الثالث فقد حضرت قيادته وكان انتشار القوة موزعة عبر الناحيتين الرابعة والخامسة على النحو التالي.

 وحدة الناحية الخامسة كانت متمركزة بجبل سيدس عقبة افلو.
 وحدة الناحية الرابعة كانت متمركزة عبر منطقة عملياتها بالجهة قوة الكوماندو الثاني كانت متمركزة بناحية الغيشة وفي نفس الوقت عناصر الكوماندو الأول متمركزة بناحية البلاليط . أما قيادة الكوماندو الثالث فكانت متمركزة بالقرب من الاغواط الشمال الغربي أما بالنسبة لتسليح هذا الفيلق فهو جيد حيث كان بحوزته عدة قطع رشاشة جماعية مثل م/ج44و42و24/29 و فام بارو ما عدا ذلك فأسلحة فردية آلية و نصف آلية بالإضافة إلى القنابل اليدوية.

أما بالنسبة للعدو الفرنسي فقد شارك بعدة فيالق من مختلف الوحدات البرية والجوية والأسلحة الميكانيكية بهدف القضاء على الثورة الجزائرية و إجهاضها بعدما استفحل أمرها وأصبحت تهدد الاستعمار الفرنسي.

حسب شهادات الإخوة المجاهدين الذين حضروا وقائع هذه المعركة فان الجو العام كان متميزا فقد استطاعت مصالح الرصد و الاستعلامات الحصول على معلومات دقيقة كاقتراب العدو و قيامه بشن حملة كبرى على هاته المنطقة و كان العدد المشارك في هذه الحملة يعد بالآلاف و هكذا صدرت الأوامر من القيادة بتجميع الجنود و دراسة الموقف من جميع جوانبه.

ولقد قدم الشهيد طالبي الصادق قائد الفيلق عرضا وافيا للجنود بين من خلاله الوضع السياسي والعسكري على ساحة المواجهة مع العدو كما أعطى تعليمات تركزت حول ضرورة التحلي بروح الانضباط و الشجاعة و الإقدام في مواجهة العدو.وامرهم باختيار الموانع الطبيعية المناسبة و حفر الخنادق كما قال كما قال
"" ...... بان فرنسا ستدخل القعدة لاول مرة و حشدت لذلك قوة كبيرة من مختلف جيوشها تقدر بعشرات الفيالق و بمشاركة اسراب من الطائرات الحربية المختلفة........."""

و أخيرا أمر بتوزيع الذخيرة والمؤن على الجنود, كما حدد لهم العدد المطلوب قتله من العدو و المقدر ب 10 عساكر لكل مجاهد ثم طلب منهم إخفاء الجهاز اللاسلكي.

وفي الليل توزعت الكتائب في مختلف النقاط الإستراتيجية بالقعدة الشرقية وهذا حسب الخطة المتفق عليها والتي تقرر أن تكون على شكل دائري وهذا من اجل منع العدو من الدخول إلى الوسط, الذي كان به عدد من المجهدين و الجرحى و المرضى.

كما حضرت وحدة الناحية الخامسة قادمة من ناحية افلو , وفور وصولها أحيطت علما بمجريات الوضع , وبما اتخذ لمواجهة العدو , وهذا ما أدى بأفراد الناحية الخامسة إلى الالتحاق بمواقعهم و الشروع في إعداد مخابئهم , كما قامت دوريات الحراسة والاستطلاع بمباشرة مهمتها في 11 نقطة و حددت كلمة السر ببوسعادة ,هكذا كانت تسير الأوضاع عند جيش التحرير الوطني قبل بدء المعركة .

أما بالنسبة للعدو فكانت الحالة بالصورة التالية
• استمرارا توارد الوحدات البرية على المنطقة القريبة من المنطقة.
• كثرة التحركات فيما بين المراكز العسكرية.
• مضاعفة تحليق الطيران العسكري.

وكنتيجة لهاته الأعمال تجمعت عدة ملاحظات لدى دوريات الرصد والمراقبة و هذا في حدود الساعة الحادية عشر ليلا من يوم 18/11/1958 و هذه الملاحظات هي
شوهد طابور كبير من الشاحنات و المدرعات قادم من الاغواط اتجاه خزان تاجموت.
شوهدت قوات أخرى تتحرك ما بين بوعلام و الغيشة.

شوهدت قوة أخرى تتحرك على طريق البيض في اتجاه افلو و أخرى ما بين عين الحمارة حتى ريشة السبعين (في مواجهة القعدة الشرقية).

وهكذا أخبرت قوات الرصد و الاستطلاع القيادة بما شهدت و أصبح الوضع يسير بسرعة نحو الصدام المؤكد مع العدو..


قد انجلى كل شيء عند منتصف الليل و أصبح القتال شيء مفروغ منه كما أكد قائد الفيلق للجنود ملازمة مواقعهم في انتظار الغد و بعد منتصف الليل عم المنطقة ضباب كثيف حجب الرؤيا إلا لمسافات قصيرة وفي حدود الساعة الرابعة صباحا من يوم 19 نوفمبر 1958 بدأت تصل أسماع المجاهدين دوي محركات الشاحنات والمدرعات و نظرا للضباب الذي لا زال يخيم على المنطقة فقد استحال تحديد و جهتها.
و عندما طلع النهار و انقشعت الغيوم ظهرت في سماء المنطقة عدة طائرات تحلق و في جولتها الأولى بدأت في قنبلة المنطقة حيث ألقت خلالها مئات القنابل المنشطرة و الحارقة و بعد ذلك توقفت وظلت تحلق على ارتفاعات متباينة , وفي نفس الوقت شرعت القوات البرية في تقدمها على شكل أمواج متتابعة نحو عمق الجبل , وهكذا نشب القتال بين جيش التحرير و العدو الفرنسي ورغم تفوقه عددا و عدة فان جيش التحرير الوطني قد الحق بالعدو خسائر هامة في الإفراد وفي منتصف النهار توقف القتال وهذا بعدما تراجع العدو إلى الوراء لإعادة ترتيب صفوفه و تدعيمها بقوات أخرى وشرعت في نفس الوقت القوات الجوية في قنبلة المنطقة التي فيها جيش التحرير الوطني بصورة وحشية.

كما قامت مدفعية الميدان التي نقلت و نصبت لمواجهة الجبل بقصف شديد ثم شرعت دائرة الحصار تتسع وذلك بإقدام الطائرات العمودية و إنزال رجال المظلات تلاه بعد ذلك استئناف الهجوم الضار للقوات البرية و جابه المجاهدون ذالك بنيران مركزة و شديدة منعت العدو من تحقيق أهدافه وردته مرة ثانية على أعقابه , وكما استحال اقتحام مواقع المجاهدين أمرت قيادة العدو و طيرانها الحربي بقنبلة مواقع جيش التحرير بقنابل النبالم المحرقة و رغم هذه الأعمال الوحشية ظل المجاهدون يدافعون عن مواقعهم بكل شجاعة و بسالة , و استمر الوضع على هذه الحالة إلى غاية التاسعة ليلا , و بدا القتال يتوقف تدريجيا وتراجعت قوات العدو إلى الخلف وعسكرت في نقاط معينة , كما سلط الأضواء الكاشفة على المنطقة خوفا من الهجومات المفاجئة للمجاهدين.
و استغل جنود التحرير ذلك , وتركوا القتال و توجهت و حدة وحدة الناحية الرابعة نحو تاجموت و جبل المدور وخرجت الأفواج الأخرى في اتجاهات شتى كل حسب ظروفه.


حسب المعلومات التي وردت فيما بعد من مصادر مختلفة من الاغواط و افلو و حتى من المكتب الثاني الاغواط , فان العدو خسر خلال هذه المعركة ما يزيد عن 1000 عسكري بين قتيل و جريح- إسقاط طائرة استكشافية .


سقط في ساحة الشرف 42 شهيـــــــــــــــد .
وإصابة 13 مجاهد بجروح مختلفة (اغلبهم أصيب بالنبالم).
اسر 07 مجاهدين.

مشكور جزيل الشكر أخي الولزاني
على هذا الموضوع
والله نحن في حاجة إلى مواضيع مثل هذه تعرفنا بتارخ بلادنا
بارك الله فيك
مع تحياتي الحارة لك

شكرا أختي نور الهدى على الإهتمام بالتاريخ

بارك الله فيك الأخ على الموضوع
...وتحية لكل الأعضاء و أرجوا الاهتمام بهذا المنتدى

شكرا أخي قاسم على الإهتمام بالموضوع

شكرا

شكرا