التقوى في رمضان أو لرمضان؟!
صفحة 1 من اصل 1
التقوى في رمضان أو لرمضان؟!
مع دخول شهر رمضان المبارك تزدحم المساجد بالمصلين وتخلو رفوف المصاحف لكثرة القارئين، ويتغير سلوك كثير من الناس في بداية الشهر تغيراً ملحوظاً نحو الإيجابية والتسامح والإقبال على الخير، وغيرها كثير من مظاهر الخير والصلاح وكثرة العبادات، وتلك خصال حميدة ومظاهر جيدة لأنّ النفس البشرية بطبيعتها تتأثر بكل تغير حولها وتجاريه، فإذا كان التغير ناتجاً عن التأثير بعبادة عظيمة كالصوم، فتلك ميزة تدل على أنّ قلب العبد المسلم تحركه الطاعات وتؤثر فيه، وأنّ لديه الرغبة والقابلية للتغير نحو الأفضل. ولكن ما تلبث تلك المظاهر فترة من الزمن حتى تبدأ بالتلاشي تدريجياً، فتبدأ أعداد المصلين بالتناقص وتبدأ رفوف المصاحف بالتكدس، ويبدأ كثير من الناس بالعصبية والانفعال في تعامله، وتختم تلك الفترة بالانفلات بعد انتهاء رمضان وكأنّ رمضان أصبح سجناً يفرح الناس بفراقه، أو هماً تنشرح النفس بزواله. إنّ تلك الصور المتناقضة المتنافرة لدى كثيرين نابعة من طريقة صومهم عن المحرّمات وإقبالهم على الخيرات، وفهمهم لمبدأ التقوى الذي هو السرّ الحقيقي في الصوم، فالله عزّ وجل يقول في محكم التنزيل: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". فهل التقوى التي يمارسها أولئك الناس هي تقوى نابعة من الصيام أم نابعة من رمضان؟ الله عزّ وجل فرض الصيام لأجل التقوى، كما نصّت على ذلك الآية الكريمة، وكما في الحديث القدسي: "يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي" فالأصل في الصيام مراقبة الله عزّ وجل والخوف منه. وهذه التربية التي يتركها الصوم هي المعنى الحقيقي للتقوى. ومن هنا كان الحديث عن الأمور الأخرى غير تحقيق التقوى في الصيام عموماً ورمضان على وجه الخصوص ضرب من البحث عن فوائد مادية وأسرار وحكم لا يمكن أن تكون دافعاً حقيقياً للصيام، لأنّ بدائلها كثيرة وإمكانية نقضها أكثر.. أما إن كان تحقيق مبدأ التقوى هو الأصل في حكمة الصيام وفرضه في رمضان، فإنّ الصورة تتضح وتنجلي بصورة أكبر، لأنّ الصائم الحقيقي المستند لمبدأ التقوى يزداد سلوكه انضباطاً وعباداته إتقاناً وكماً. أما أولئك الذين يفرحون بخروج شهر رمضان كفرحتهم بزوال الهم والخروج من السجن، لم يحققوا مبدأ التقوى في رمضان، بل طبقوا مبدأ تقوى رمضان، أي التقوى لأجل رمضان، ولذلك لا يلبث سلوكهم في العبادات والمعاملات أن يتغير ويتناقص تدريجياً حتى لا تكاد أن تجدهم أواخر الشهر في المساجد، فضلاً عن أن تلمس أثراً حقيقياً لمبدأ التقوى في نفوسهم. لأنهم نظروا إلى رمضان على أنه مقيد لحريتهم ، وأنه هو السبب لتقواهم المصطنعة .
إنّ هنالك فرقاً واضحاً بين من ينظر إلى رمضان على أنه فرصة حقيقية لزيادة التقوى، وبين من يمارس التقوى لأجل رمضان. وقفة: العشر الأواخر من رمضان هي الأفضل وفيها ليلة القدر.. لا يمكن لمن فرط في العشرين الأولى وأضاع فرص زيادة التقوى، أن يلحق بالركب لأن زاده قليل لا يبلغه نهاية الرحلة "وتزودوا فإنّ خير الزاد التقوى".
إنّ هنالك فرقاً واضحاً بين من ينظر إلى رمضان على أنه فرصة حقيقية لزيادة التقوى، وبين من يمارس التقوى لأجل رمضان. وقفة: العشر الأواخر من رمضان هي الأفضل وفيها ليلة القدر.. لا يمكن لمن فرط في العشرين الأولى وأضاع فرص زيادة التقوى، أن يلحق بالركب لأن زاده قليل لا يبلغه نهاية الرحلة "وتزودوا فإنّ خير الزاد التقوى".
رد: التقوى في رمضان أو لرمضان؟!
يجب ان نواصل ونستمر في العبادات
حتي بعد شهر رمضان لكن الاكثار من العبادات في رمضان
لانه شهر التوبه والتقوي و زياده كل العبادات
وهو شهر نتقرب ابه الي الله
فيجب اكثار الدعاء والعبادات
حتي بعد شهر رمضان لكن الاكثار من العبادات في رمضان
لانه شهر التوبه والتقوي و زياده كل العبادات
وهو شهر نتقرب ابه الي الله
فيجب اكثار الدعاء والعبادات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى