منتدى الأبيض سيدي الشيخ التربوي و التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد

مُساهمة من طرف الأثرية الثلاثاء أغسطس 18, 2009 8:43 pm

عبد الله بن مسعود أو ابن أم عبد كما كان عليه الصلاة والسلام يناديه، كان ممن أسلم في مكة، وصحب الرسول ( في مكة، وسمع القرآن أول ما أنزل وحفظ القرآن، حتى إنه كان يقول: لو أني أعلم أن على الأرض أحد يعلم في كتاب الله جل وعلا أكثر مما أعلم، تبلغه المطي لرحلت إليه. وكان يحفظ القرآن وكان أقرأ الصحابة رضوان الله عليهم، وقد قال فيه عليه الصلاة والسلام «من سره أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» يعني عبد الله بن مسعود، قال له عليه الصلاة والسلام مرة «يا عبد الله اقرأ علي القرآن». قال: أأقرأ عليك يا رسول الله وعليك أنزل؟ قال «إني أحب أن أسمعه من غيري». فافتتح عبد الله رضي الله عنه سورة النساء فمر حتى أتى قوله جل وعلا ?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا(41)يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا?[النساء:41-42]، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : «حسبك» .يعني يكفي ، قال عبد الله بن مسعود:فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام .
ابن مسعود وصى به عليه الصلاة والسلام، وصى الأمة أن تأخذ بعده، وأن تقتفي أثره.
فقد صح على النبي ( فيما رواه الإمام أحمد والحاكم وغيرهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال
«تمسكوا بعهد ابن أم عبد».
يعني إذا عهد إليكم عهدا فتمسكوا به.
وصح عنه أيضا عليه الصلاة والسلام أنه قال «
رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد».
وصح أيضا عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال
«قد رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد».
ولهذا كان ابن مسعود صاحب وصايا، يوصي ووصاياه -كما أسلفت- جمعت بين الكلام القليل والمعاني الكثيرة، وسيأتينا ما يدل على ذلك.
كان ورعا خاشعا، كان فلاَّءً للقرآن عاملا به، آمرا به ناهيا.
فهو الذي يقول:
إذا سمعت ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا? فأرعها سمعك، فإنها خير تؤمر به، أو شر تنهى عنه.
وهو الذي يقول في أهل القرآن: ينبغي لصاحب القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفترون.
وهو الذي أوصى في القرآن بقوله: لا تنثروه نثر الدقل، ولا تهزوه هز الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب.
فكان رضي الله عنه له أصحاب، وكان يوصيهم بوصايا حُفظت لنا، وكان أصحابه على هيئته يترسمون خطاه ويهتدون بهديه، وكان رضي الله عنه أشبه الناس هديا وسمتا ودلا بالنبي (؛ يعني أنه كان حريصا على السنة، ولهذا كان أشبه الناس بالنبي عليه الصلاة والسلام


يتبع إن شاء الله

الأثرية
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 265
الموقع : http://www.islam-links.eu/
عدد النقاط : 44414
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty الوصية الأولى

مُساهمة من طرف الأثرية الخميس أغسطس 20, 2009 1:00 am

[الوصية الأولى]

كان له أصحاب، وهكذا العالم الداعي لا بد أن يتأثر به الناس، ومع ذلك كان مربيا حتى في إمامته وصُحبته.
رآهم مرة يتبعونه، ورأى العدد كثر رضي الله عنه، فقال لهم كلمته التي هي فاتحة الكلمات سنتدبر فيها من كلمات ابن مسعود قال رضي الله عنه لهم قال:
لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان، ولحثيتم التراب على رأسي، ولوددت أن الله غفر لي ذنبا من ذنوبي، وأني دعيت عبد الله بن روثة. أخرجه الحاكم وغيره.
يقول لأصحابه (لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان) وفي رواية أخرى قال: لو تعلمون -يقسم ويقول- والله الذي لا إله غيره لو علمي لحثيتم التراب على رأسي.
وهذه الكلمات مدرسة ولا شك؛ لأن البروز في الناس متوقع، إذا تميز أحد في الناس بشيء، ربما عظموه، وربما مدحوه، وربما تتابعوا خلفه يمشون، والمرء كلما ازداد علمه بالله جل وعلا علم أنَّ ذنوبه كثيرة كثيرة كثيرة، ولا عجب أنْ أوصى النبي ( أبا بكر -وهو أفضل هذه الأمة من صحابة رسول الله (- الصديق الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: «لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الأمة لرجح إيمان أبي بكر». علمه النبي ( أن يدعو آخر صلاته بدعاء فيقول فيه: «ربي إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت». القائل الموصِي النبي (، والموصَى أبو بكر الصديق رضي الله عنه «ربي إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك»، كلما ازداد علم المرء بربه خشي الله جل وعلا، وخشي أن يطأ عقبه اثنان، خشي أن يعظم في الخلق، خشي أن يُرفع في الناس؛ لأنه يعلم من الله جل وعلا، ومما يستحقه الله جل وعلا ما يوقن بأنه لن يبلغ أن يوفي الله جل وعلا حقه، فيكون مقصرا في الشكر، وذلك ذنب من الذنوب.
قال ابن مسعود: لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان. يشتهر الناس:
فمنهم القارئ للقرآن، يشتهر بحسن قراءته، وبحسن صوته، فيجتمع عليه الناس.
منهم العالم يشتهر بعلمه، وبفتواه، وبصلاحه، وبورعه، فيجتمع عليه الناس.
ومنهم الداعية يشتهر ببذله للناس، ويجتمعون حوله بما هداهم الله جل وعلا به إلى الحق.
ويشتهر من يؤدي الأمانة.
ويشتهر من يأمر بالمعروف وينهى عن المعروف، وهكذا.
ومقام الشهرة مقام مزلة عظمة، ولهذا ابن مسعود أوصى وصية على نفسه يبين فيها حاله، ويبين فيها ما يجب أن يكون عليه كل من كان له تبع، فيقول: لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان ولحثيتم التراب على رأسي. لابد فيمن كان على شهرة، أو كان ممن ينظر إليه الناس أن يحتقر نفسه دائما بينهم، ويظهر ذلك لا ليرتفع بينهم، ولكن ليرتفع عند الله جل وعلا، ومدار ذلك الإخلاص، فإن من الناس من ربما يزدري نفسه أمام الناس ليظهر بينهم، وهذا من الشيطان، ومنهم من يزدري نفسه من الناس والله جل وعلا مطلع على قلبه أنه صادق في ذلك، يخشى لقاء الله جل وعلا، يخشى يوم يوفى ما في الصدور يوم يطلع على ما في القلوب، ولا تخفى على الله خافية، ولا يكتمون الله حديثا.
هذه عبرة من العبر يتنبه لها كل تابع وكل متبوع، أما التابع فينتبه إلى أن هذا المتبوع يجب أن لا يعظَّم وإنما يستفاد منه بما يبلغ على الله جل وعلا، أو بما ينفع به الخلق، وأما التعظيم فإنما هو الله جل وعلا، ثم لرسوله (، وأما باقي الخلق فلهم إذا صلحوا فلهم المحبة في النفس، وينبغي على من اشتهر أن يكون دائما خاشعا ذليلا ذاكرا ذنوبه، ذاكرا مقامه بين يدي الله، ذاكرا أنه ليس بأهل أن يطأ عقبه اثنان، وأن يتبعه اثنان.
ولهذا لما مدح أبو بكر الصديق رضي الله عنه بين الناس، وخطب بعد ذلك، صح عنه فما رواه أحمد وغيره قال رضي الله عنه: اللهم اجعلني –يقولها علنا- يقول اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون. ينبه الناس أن عنده ذنوب، حتى لا يغلو الناس فيه، فهل يستقيم هذا مع ما نرى من أحوال يزيد فيها المعظَّم تعظيما لنفسه، ويزيد فيها المعظِّم تعظيما لمن عظمه واتبعه، ليس هذا من هدي الصحابة رضي الله عنهم، عمر رضي الله عنه ربما أعجبته نفسه وهو خليفة، وهو بعد أبي بكر رضي الله عنه في التبشير بالجنة فأخذ يحمل الشيء في السوق فيزدري نفسه حتى لا تتعاظم بنفسه.
ومن أبواب الخطايا العُجب والتعاظم أن يرى المرء نفسه معظَّما، كان من السلف الصالح من إذا أتى ليلقي شيئا، فرأى الناس اجتمعوا تركهم، لم؟ لأن صلاح نفسه ألزم عليه من صلاح الناس، لما رأى هذا الجمع اجتمعوا، ورأى أن نفسه بدأت تعالجه في أن هؤلاء حضروا، وهؤلاء أنصتوا، وهؤلاء فعلوا، وأقبلوا عليه، عالج نفسه بتركهم، فيقولون عنه ما يقولون، لكن أهم الأمر أن يكون صالحا قلبه فيما بينه وبين ربه، وصلاح قلبك أهم من صلاح قلب غيرك، فينبغي عند ذاك مجاهدة النفس في هذا المقام.
إذا فهذه الوصية من ابن مسعود حيث يقول: والله الذي لا إله إلا هو لو تعلمون علمي لحثيتم التراب على رأسي.
وهذه نرجوا أن يتذكرها كل من كان له بعض شهرة بين الخلق، معلم، أو عالم، أو قارئ، أو آمر ناهي، أو مسؤول في جهة، أو أمير، أو ملك، إلى آخره من أصناف الناس، ينبغي أن يكون مزدريا لنفسه حتى لا يتعاظم قلبه عليه، فيخسر الدنيا والآخرة. هذه وصية، وهي وصية بليغة تحتها معان كثيرة، وفيما ذكرنا إشارات، وتحت الإشارات عبارات، وتدبر تجد ذلك.

يتبع

الأثرية
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 265
الموقع : http://www.islam-links.eu/
عدد النقاط : 44414
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty رد: وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد

مُساهمة من طرف ROSE OF SPRING الخميس أغسطس 20, 2009 1:03 am

جزاك الله خيرا اخت ام انس
و جعلها الله في ميزان حسناتك
ROSE OF SPRING
ROSE OF SPRING
مشرف
مشرف

عدد الرسائل : 1015
تاريخ الميلاد : 08/12/1987
العمر : 36
العمل/الترفيه : مراسلة الاصدقاء
المزاج : صابؤة حتى يفرج الله
عدد النقاط : 44855
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 03/06/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty اللهم صلي على الحبيب المصطفى

مُساهمة من طرف amoune الخميس أغسطس 20, 2009 11:56 am

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جازاك الله ألف خير أختاه
قد أتيتك بمعلومات عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه
عبدالله بن مسعود

هو عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي، وكناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبدالرحمـن مات أبوه في الجاهلية، وأسلمت أمه وصحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ينسب الى أمه أحيانا فيقال: (ابن أم عبد)... وأم عبد كنية أمه -رضي الله عنهما-.
أول لقاء مع الرسول

يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا: (يا غلام، هل عندك من لبن تسقينـا؟)... فقلت: (إني مؤتمـن ولست ساقيكما)... فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم-: (هل عندك من شاة حائل، لم يَنْزُ عليها الفحل؟)... قلت: (نعم)... فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر، ثم شربت ثم قال للضرع: (اقْلِص)... فقلص، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت: (علمني من هذا القول)... فقال: (إنك غلام مُعَلّم).
إسلامه

لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه.

وكان نحيل الجسم دقيق الساق ولكنه الايمان القوي بالله الذي يدفع صاحبه الى مكارم الأخلاق، وقد شهد له النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بأن ساقه الدقيقة أثقل في ميزان الله من جبل أحد، وقد بشره الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بالجنة.

فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد شجرةً وأمَرَه أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ساقه حين صعد فضحكوا من حُموشَةِ ساقه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَمّ تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحُدٍ).
جهره بالقرآن

وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم-، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: (والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم؟)... فقال عبد الله بن مسعود: (أنا)... فقالوا: (إنّا نخشاهم عليك، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه)... فقال: (دعوني فإنّ الله سيمنعني)... فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته.

بسم الله الرحمن الرحيم: {الرّحْمن، عَلّمَ القُرْآن، خَلَقَ الإنْسَان، عَلّمَهُ البَيَان}... فاستقبلها فقرأ بها، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد، ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)... فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)... فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟!)... قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون).
حفظ القرآن

أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال: (اقرأ علي)... قال: (يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟)... فقال -صلى اللـه عليه وسلم-: (إني أحب أن أسمعه من غيري)... قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى.

قوله تعالى: {فكَيْفَ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا}... (النساء -41).

فقال له النبي -صلىالله عليه وسلـم-: (حسبـك)... قال ابن مسعود: (فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان).

كان ابن مسعود من علماء الصحابة -رضي الله عنهم- وحفظة القرآن الكريم البارعين، فيه انتشر علمه وفضله في الآفاق بكثرة أصحابه والآخذين عنه الذين تتلمذوا على يديه وتربوا، وقد كان يقول: (أخذت من فم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه- سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد)... وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (استقرئـوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود وسـالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل)... كمـا كان يقول: (من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد)...

قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استخلفتَ)... فقال: (إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه).

وحين أخذ عثمان بن عفان من عبد الله مصحفه، وحمله على الأخذ بالمصحف الإمام الذي أمر بكتابته، فزع المسلمون لعبد الله وقالوا: (إنّا لم نأتِكَ زائرين، ولكن جئنا حين راعنا هذا الخبر)... فقال: (إنّ القرآن أُنزِلَ على نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد، معناهما واحد).
قربه من الرسول

وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته... أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه... وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره، لذا كان اسمه (صاحب السَّواد)... حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد).

كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول: (إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب)... فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار... يقول أبو موسى الأشعري: (لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أرى إلا ابن مسعود من أهله)
مكانته عند الصحابة

قال عنه أمير المؤمنين عمر: (لقد مُليء فِقْهاً)... وقال أبو موسى الأشعري: (لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم)... ويقول عنه حذيفة: (ما أعرف أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم عبد).

واجتمع نفر من الصحابة عند علي بن أبي طالب فقالوا له: (يا أمير المؤمنين، ما رأينا رجلا كان أحسن خُلُقا ولا أرفق تعليما، ولا أحسن مُجالسة ولا أشد وَرَعا من عبد الله بن مسعود)... قال علي: (نشدتكم الله، أهو صدق من قلوبكم؟)... قالوا: (نعم)... قال: (اللهم إني أُشهدك، اللهم إني أقول فيه مثل ما قالوا، أو أفضل، لقد قرأ القرآن فأحل حلاله، وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة).

وعن تميم بن حرام قال: (جالستُ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُ أحداً أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه، من ابن مسعود).
ورعه

كان أشد ما يخشاه ابن مسعود -رضي الله عنه- هو أن يحدث بشيء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيغير شيئا أو حرفا... يقول عمرو بن ميمون: (اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يحدث فيها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه: قال رسول الله، فعلاه الكـرب حتى رأيت العـرق يتحدر عن جبهتـه، ثم قال مستدركا: قريبا من هذا قال الرسـول).

ويقول علقمـة بن قيـس: (كان عبد الله بن مسعود يقوم عشية كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول: قال رسول الله غير مرة واحدة، فنظرت إليه وهو معتمد على عصا، فإذا عصاه ترتجف وتتزعزع).
حكمته

كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان: (إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه)... كما يقول عن العمل: (إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة)... ومن كلماته الجامعة: (خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلب، وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له).

وقال عبدالله بن مسعود: (لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً، همّه المعاد، كفاه الله سائرَ همومه، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك).
أمنيته

يقول ابن مسعود: (قمت من جوف الليل وأنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرته وأبو بكر وعمر يدلِّيَانه إليه، والرسول يقول: أدنيا إلي أخاكما... فدلياه إليه، فلما هيأه للحده قال: اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه... فيا ليتني كنت صاحب هذه الحفرة.
أهل الكوفة

ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة، وقال لأهلها حين أرسله إليهم: (إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا)... ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله... حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة: (أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه)... ولكنه أجاب: (إن له علي الطاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها).
المرض

قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: (كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا)... قلنا: (كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن؟)... قال: (إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان)... قلنا له: (ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟)... قال: (أشتكي ذنوبي و خطايايَ)... قلنا: (ما تشتهي شيئاً؟)... قال: (أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه)... قلنا: (ألا ندعو لك طبيباً؟)... قال: (الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون).

ثم بكى عبد الله، ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى: (عبدي في وثاقي)... فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال: (اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته)... فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي)
الوصية

لمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال: (يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، إنّي موصيك بخمس خصال، فاحفظهنّ عنّي: أظهر اليأسَ للناس، فإنّ ذلك غنىً فاضل، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور، ولا تعملْ به، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها).
الحلم

لقي رجل ابن مسعود فقال: لا تعدم حالِماً مذكّراً: (رأيتُكَ البارحة، ورأيتُ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على منبر مرتفع، وأنتَ دونه وهو يقول: (يابن مسعود هلُمّ إليّ، فلقد جُفيتَ بعدي)... فقال عبد الله: (آللّهِ أنتَ رأيتَهُ؟)... قال: (نعم)... قال: (فعزمتُ أن تخرج من المدينة حتى تصلي عليّ)... فما لبث إلا أياماً حتى مات -رضي الله عنه- فشهد الرجل الصلاة عليه
وفاته

وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم... توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان... رضي الله عن ابن أم عبد وأمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين.
و شكرا ارجو ان تقلبي مروري
amoune
amoune
مراقب
مراقب

عدد الرسائل : 771
تاريخ الميلاد : 14/11/1989
العمر : 34
الموقع : www.amoune75.skyrock.com
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مرح لطيف عاشق ذكي فطن محب للجميع
عدد النقاط : 44562
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 05/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty رد: وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد

مُساهمة من طرف الأثرية الخميس أغسطس 20, 2009 4:54 pm

جزاك الله أخي خيرا على الإضافة القيمة



الوصية الثانية]

الوصية الثانية والكلمة الثانية عن ابن مسعود ما رواه البخاري في صحيحه عنه رضي الله عنه، ورواه مسلم أيضا ولم يخرج لفظ كلام بن مسعود قال رضي الله عنه قال:
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه, وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا فذبه عنه.
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه, وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا-أي بيده- فذبه عنه.
مقام الناس في الذنوب مقامان:
* مقام المؤمن يذنب.
* ومقام الفاجر يذنب
المؤمن يعمل الطاعات وهو وَجِلْ قال جل وعلا ?وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ?[المؤمنون:60]، ما معناها؟ يعني الذين يصلون ويتصدقون ويزكون ويصومون ويخافون أن لا يُتقبل الله منهم، هذا في الطاعات فكيف إذا أذنب ذنبا ماذا يكون حاله قال ابن مسعود: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه. وهذه الحال التي ينبغي أن نكون أن نتعاظم أن نذنب في حق الله جل وعلا، نذنب في التفريط في الفرائض، التفريط في الصلوات، التفريط فيما يجب في الصيام، التفريط في أداء الزكاة، التفريط في أداء حقوق الخلق؛ في المعاملات، في الكسب، في الغش، في أداء الأمانة، في معاملة الأهل، في معاملة الوالدين، في عدم العقوق، في الإتيان بالخيرات، إذا ازداد علمك فسترى أن الله عز وجل عليك في كل لحظة تتحركَها أمر ونهي، إما أن يكون في عمل الجوارح، وإما أن يكون في عمل اللسان، وإما أن يكون في عمل القلب، في كل لحظة في حياتك فلله جل وعلا عليك أمر ونهي، حتى لو جلست ساكنا، فالقلب إما أن يتحرك في معاص معاصي القلوب من الكبر والظن ظن السوء، أو أن يدبر مثلا، أو يعمل عملا يرتب له من الذي لا يجوز، أو يفكر كيف يأخذ ما ليس له بحق، أو إلى آخره، فإن هذه ذنوب إذا عمل بها بعد خاطر القلب، ومنها ذنوب قلبية ولو لم يعمل مثل ترك التوكل، مثل ترك الصبر مثل العجب مثل الرياء ، إلى آخره، فلله جل وعلا عليك في كل لحظة تحريكة لك وكل تسكينة له عليك أمر نهي، ولابد أن يقع منك الغفلة والغفلة والغفلة، فالمؤمن يكون خائفا وجلا يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، ولهذا يحذِّر الناس من ذنوبه ومن أن يغتروا به، وأيضا يحذر هو أن يختم له قبل أن يستغفر، يحذر أن يكون من الموسوسين الثرى قبل أن يحدث توبة واستغفارا، فلهذا يكون المؤمن مع هذا القول على حذر شديد يتبع ذلك الحذر كثرة الاستغفار، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يستغفر الله جل وعلا في اليوم والليلة أكثر من مئة مرة، وفي المجلس الواحد سبعين أو مئة مرة عليه الصلاة والسلام، وهكذا كان حال الصحابة، هذه حال المؤمن حال الخوف، فهو يخاف من الذنوب يرجو رحمة الله جل وعلا.
أما الفاجر الذي يعمل بالمعاصي بلا حساب، فيقع في الذنوب الكبيرة كبائر الذنوب وفي الموبقات والبدع، وفي ترك السنن، وفي الأخذ بالرأي وترك الأثر، وغير ذلك من الذنوب، وهو لا يشعر بها؛ بل كأنهما ذباب مر على أنفه فقال به هكذا، المؤمن رحمه الله بأن الصلاة إلى الصلاة مكفرات إلى ما بينهما، ورمضان إلى رمضان مكفرات إلى ما بينهما، والعمرة إلى العمرة مكفرات لما بينهما؛ لكن بشرط تجتنب الكبائر، كما قال جل وعلا?إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا?[النساء:31]، فشرط لتكفير السيئات إن تجتنب الكبائر، فالصلاة إلى الصلاة مكفرات؛ لكن هل كل صلاة مكفرة؟ ليس كذلك؛ بل من الصلاة ما يعلها العبد ولا تكفر عنه ذنوبه، كذلك من الصيام ما يصومه العبد -يعني رمضان- ولا يكفر عنه ذنوبه، ومن العمرة ما لا يكفر به الذنوب، فلكل عبادة من هذه العبادات شرط أن تكفر السيئات، فمثلا في الصلاة ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه «من صلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها وخشوعها كانت له كفارة فيما بينها وبين الصلاة والأخرى ما اجتنبت الكبائر» الوضوء تتقاطر مع الماء الذنوب، لكن كما قال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه «من توضأ ما أمره الله»، العمرة كذلك.
ولهذا من رحمة الله أن نوّع؛ جعل الصلاة إلى الصلاة مكفرات، من الناس من يبقى عليه شيء فلا تكفرها صلاته فيكفره رمضان، من الناس من لا يقوم له رمضان بالتكفير فتكفرها الجمعة إلى الجمعة، منهم من لا تقوم له الجمعة فتأتي العمرة فتكفر ما بينهما مــن الكبائر، فيكون المرء على وجل من فعل المعاصي، فكيف إذا كان ما يفعل الكبيرة من الكبائر -الزنا وشرب الخمر والربا والسحر- وهذه يتنكب عنها الصالحون؛ لكن ثم كبيرة يغشاها الصالحون، ومنهم من لا يشعر بها، أو لا يكون كما قال ابن مسعود في خصلة الفاجر:كذباب مر على أنفه فقال هكذا.
وهذه الخصلة وقع فيها الأكثرون في هذا الزمن الغيبة، والغيبة من الكبائر لأن الله جل وعلا قال ?وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ?[الحجرات:12]، قال العلماء جعل الغيبة كأكل الميتة وأمل الميتة كبيرة فدل على أن الغيبة من الكبائر.
والنميمة والبهتان هذه من الكبائر، فالغيبة أن تذكر أخاك بما يكره، الصلاة إلى الصلاة مكفرات ما اجتنب الكبائر فهل نخاف أو نطمئن، الله المستعان، إذا لم تجتنب هذه الكبيرة فالصلاة إلى الصلاة ليست بمكفرة، فكيف إذا ازداد على الغيبة أن تكون بهتانا، الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قالوا: يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فقد بهته»، والبهتان أعظم إثما من الغيبة، وهذه من الناس من يغتاب ويتكلم بلسانه ولا يخاف، كذباب مر على أنفه فقال به هكذا، وهي أكثر ما تكون في الصالحين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الصالحين يجتنبون كبائر الذنوب مثل الزنا أو شرب الخمر والسرقة؛ ولكنهم يقعون في ذنوب اللسان والقلب.
يتعاظم بقلبه يتجبر يتكبر، يمرّ به أحد فيستصغر ذاك ويعظّم نفسه، ولو علم الحقيقة لربما كان ذلك الذي ازدراه أعظم عند الله جل وعلا منه، فالمرء ينبغي أن يكون حسيبا على نفسه، يجلس الناس مجالس طويلة يغتابون فيها.
والغيبة درجات، وأعظمها أن يغتاب من له الحق عليه من أهل العلم ومن الوالدين ونحو ذلك، فإن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته، والله المستعان.
هذه ذنوب فتأمل هذه الكلمة، ولا تغتر بأنك صاحب طاعة، وتنظر إلى نفسك وأنك وأنك لا تحس بالذنوب التي تغشاها وأنت لا تشعر، لقصور علمك، أما الرجل إذا علم، أما المسلم أو المسلمة إذا علمت أمر الله فإنه سيكون في القلب الخشية ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ?[فاطر:28]، فإذا أذنب ذنبا كان القلب وجلا خائفا، لا يدري ما الله جل وعلا يصنع فيما فعل من الذنب، الذي قد يكون ذنبا لسانيا، وقد يكون ذنبا قلبيا، وقد يكون أذنب ذنبا من ذنوب الجوارح.
إذا هذه الوصية مدارها أن تعظِّم أمر ذنبك، ولا تخفف أمر الذنب، فإذا عظمته، وكأنك قاعد تحت جبل تخشى أن يقع عليك، فإنك ستسعى إلى طلب المغفرة، ستسعى إلى التوبة، ستسعى إلى مفارقة الذنوب وان تُلِظَّ باله جل وعلا إن يعفو عنك ويتسامح، وهذه عبادات تلو العبادات.
يتبع ان شاء الله



الأثرية
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 265
الموقع : http://www.islam-links.eu/
عدد النقاط : 44414
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty رد: وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد

مُساهمة من طرف القاسم الخميس أغسطس 20, 2009 11:05 pm

بارك الله فيكما....ما أحوجنا للاطلاع على هكذا مواضيع........اللهم اجعل لهما في كل حرف حسنة...........آمين يا رب العالمين
القاسم
القاسم
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 445
تاريخ الميلاد : 27/04/1983
العمر : 41
العمل/الترفيه : أستاذ
المزاج : جيد
عدد النقاط : 44992
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 19/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty رد: وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد

مُساهمة من طرف amoune الجمعة أغسطس 21, 2009 1:09 am

السلام عليكم
شكرا لك أخي أرجو أن تكون قد استفدت
إن كانت لديك إضافة فمرحبا بها و شكرا أخي مجددا
amoune
amoune
مراقب
مراقب

عدد الرسائل : 771
تاريخ الميلاد : 14/11/1989
العمر : 34
الموقع : www.amoune75.skyrock.com
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مرح لطيف عاشق ذكي فطن محب للجميع
عدد النقاط : 44562
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 05/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty رد: وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد

مُساهمة من طرف الأثرية الأحد أغسطس 23, 2009 3:35 pm

وفيكم بارك الله

[الوصية الثالثة]

ومن كلمات ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه يقول لأصحابه:
اعتبروا الناس بأخدانهم، فإن المرء لا يخادن إلا من يعجبه.
وهذا مأخوذ من قول النبي ( الحديث الصحيح المروي في السنن «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» صحيح كما قال ابن مسعود: المرء لا يخاف إلا من يعجبه. يعجبه في تصرفاته، يعجبه في عقله، يعجبه في تفكيره، فإذا رأيت أحدا يخادن أحدا؛ يعني صديقا له، ملازما له، محبا له، فاعتبر هذا بذاك؛ فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
(فاعتبروا الناس بأخدانهم) وهذا ما يدل على ذاك.
فمن جهة الأعمال إذا رأيت من يخشى المعاصي والكبائر، ورأيت من يصاحبه ويلازمه فاعتبره بذاك، واخشَ عليه أن يكون مثل صاحبه، لأنه إما أنه لم يعمل بفعل صاحبه وإما أنه علم فرضي، ومن علم بالمعصية فرضيها كان شريكا لصاحبها في الإثم.
في الألسنة إذا وجدت إن فلانا سبابا شتاما، كثير الغيبة، كثير الوقيعة، وتجد أن فلانا كثير الصحبة له، لا يخالفه ولا ينهاه ولا يفارقه، فاعلم أنه شبيه به، رضي صنيعه.
في العقول الناس يتقاربون في العقول وفي التفكيرات، فإذا وجدت في عقل أحدهم محبة للعلم، ووجدت من يصاحبه، فتعلم أن من يصاحبه محب للعلم وإن لم يكن من أهل العلم، إذا وجدت من يصاحب صاحب السنة فتعلم أنه صاحب سنة؛ لأنه كما قال ابن مسعود: اعتبروا الناس بأخدانهم. وإذا وجدت من يصاحب أهل الأثر فهو محب للأثر ولأهله، وإذا وجدت من يصاحب أهل الرأي ويلزمهم فتعلم أنه محب لهم وأن له حكمه، من أحب السنة صحب أهلها، ومن أحب المحدثات صحب أهلها، «والمرء على خليله» كما قال عليه الصلاة والسلام وهذه وصية وما وراء هذه الوصية بعد الاعتبار أن تعتبر نفسك، ليس المقصود أن تحكم على الناس؛ ولكن عبارة لطيفة من ابن مسعود حيث قال: اعتبروا الناس بأخدانهم. لكن إذا أردت أن تعتبر الناس فلا بد أن تعتبر نفسك قبل أن تعتبر الناس؛ ولكن من الناس من لا يحب أن يواجَه بالنصيحة والوصية؛ ولكن جعله ابن مسعود رضي الله عنه، جعل هذا الموصَى حكما على غيره وإذا تأمل وجد أن في العبارة أن يحكم على نفسه فاعتبر نفسك بأخدانك؛ فإن المرء لا يخادن إلا من يعجبه.
إذا كان كذلك فتأمل نفسك ومن تصاحب؟ هل تصاحب أهل الطاعة أم أهل المعصية؟
إذا وجدت من يأنس لأهل العصيان، ولو كان ظاهره الطاعة، ففي الغالب أن نفسه من داخلها تنازعه إلى العصيان، ولو من طرف خفي.
وإذا وجدت من يصاحب أهل العلم، وجدت أن نفسه تنازعه إلى العلم، ولو لم يكن من طلبته.
وإذا وجدت نفسك تصاحب أهل السنة، فمعنى ذلك أن قلبك محب لها.
وإذا وجدت نفسك تصاحب أهل المحدثات وأهل الغيبة وأهل النميمة وأهل الوقيعة فتعلم أن المرء على دين خليله.
فإذن تبدأ مع نفسك بالإصلاح.
كلمة ابن مسعود هذه لنفسك ولغيرك، وهذه وصية تربوية جامعة دعوية، وكل حسيب نفسه، والله جل وعلا يقول مخبرا عن قول بعضهم يوم القيامة ? يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا?[الفرقان:28-29]، اتهم الرأي وعليك بالسلامة، أطلب السلامة، لا تأخذ نفسك بالأماني، بل كن على حذر، وكن طالبا للسلامة، لا طالبا للهو واللعب، فإن الحياة ليست مدتها كافية للهو واللعب، وإن غشى اللهو واللعب الأكثر، وإنما هي لمن عقل ميدان فقط لطاعة اله جل وعلا ولا

تنسَ نصيبك من الدنيا

يتبع إن شاء الله

الأثرية
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 265
الموقع : http://www.islam-links.eu/
عدد النقاط : 44414
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد Empty رد: وقفات مع كلمات لابن مسعود ... متجدد

مُساهمة من طرف smahi titi الأحد أغسطس 23, 2009 6:12 pm

شكرااااااا على الموضوع في غاية الروعة
smahi titi
smahi titi
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد الرسائل : 75
تاريخ الميلاد : 19/05/1990
العمر : 34
الموقع : www.toocharger.com
المزاج : جيد مع الاصدقاء
عدد النقاط : 45161
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 22/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى