منتدى الأبيض سيدي الشيخ التربوي و التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مآسي التفجيرات النووية لا تحتاج الى شهادات إثبات

اذهب الى الأسفل

مآسي التفجيرات النووية لا تحتاج الى شهادات إثبات  Empty مآسي التفجيرات النووية لا تحتاج الى شهادات إثبات

مُساهمة من طرف KAMEL الأحد فبراير 15, 2015 1:47 pm

الإشعاع و التلوَث، الجريمة المستمرة ،الرمل المسموم،الغدر و الدمار، خيانة الحياة و الإنسانية، ،كلمات تتبادر إلى الأذهان بمجرَد أن تذكر حادثة تفجيرات القنبلة النووية 13 فيفري 1960 برقان .
قبل 55 سنة من يوم أمس 13فبراير قامت فرنسا المحتلة بتفجير منطقة الحمودية برقان بولاية ادرار في إحدى تجاربها النووية بما سمتها باليربوع الأزرق ، بتاريخ أمس يرجع الكثير من أهل رقان بالذاكرة إلى الوراء في احتفالية تخليدية للذكرى المفجعة تحت ظل الحرية لاسترجاع صور مواجع الأمس، و بعد أن تحررت الجزائر من قبضة المحتل و استرجعت السيادة الوطنية كاملة حيث يعيش الشعب الجزائري اليوم في كنف الحرية .. و بعد مضي أكثر من نصف قرن على تجربة نووية بمنطقة اهتزت فيها الأرض و تسمم كل ما فيها و عليها من كائنات حية يا ترى كيف تعايش سكان المنطقة خلالها مع الإشعاعات النووية التي تؤكد الدراسات العلمية أنَها تعيش لآلاف السنين وما مدى تأثيرها عليهم ما هو واقع من عاشوا الحادثة و هل بقي في الذاكرة متسع لحمل تفاصيل الواقعة كيف تجاوزوا المحنة أسئلة تطرح و أجوبة تستلزم الكثير من البحث التاريخي و العلمي لبسط الحقيقة.
انتقلت الجمهورية منذ أيام إلى مدينة أدرار لتنزل بعدها ضيفة على منطقة رقان بيومين قبيل تاريخ ذكرى التفجيرات،تنقلنا عبر أزقة الأحياء احتككنا بالسكان
و تحدثنا إلى عدد من المواطنين فيما يخص الموضوع و قد لمسنا استياء كبيرا
و سخطا واضحا داخل الأوساط الشعبية فكثيرا ما رددوا على مسامعنا جملة" سئمنا من الحديث إلى الصحافة عن الواقعة و زيارة المسؤولين للمنطقة كل ما حل تاريخ 13 شهر فبراير من كل سنة لا لشيء سوى لتسجيل برامج آنية و تدوين أقوال شهود عيان و البكاء على الأطلال كل مرة و الوقوف على وضع ضحايا أبرياء يزداد عددهم و حالتهم سوءا سنة بعد أخرى ثم العودة بعدها لطي الملف و ضرب موعد جديد في فبراير القادم يعود بعدها بعض الصحفيين لتسجيل الأقوال و يعود فيها بعض المسؤولين لتقديم الوعود وإعادة نفس السيناريو فيما يضل الوضع متأزما بالمنطقة و يزداد خطورة على مستوى جميع الميادين .
وجدنا صعوبة في الحديث إلى بعض المتضررين و المصابين بمختلف الأمراض بالمنطقة رغم كثرتهم و لمسنا الحزن في أعين الناشطين بالجمعيات و تذمر من قبل المواطنين و خوف على مستقبل أبنائهم في ظل الواقع المعيشي الصعب و التدهور الصحي الشديد الذي يحملون فرنسا ذنبه و مسؤوليته بسبب تأثيرات الإشعاعات النووية التي يطالبون على أساسها بتجريم فرنسا و إلزامها بتحمل المسؤولية كاملة لما حدث وما سيحدث مستقبلا، كان هذا حديث العامة و الخاصة برقان.
* علي بن دادي (بادادي) بن سالم بوعلالي : رقان الموبوءة بحاجة ماسة إلى التفاتة بقدر حجم المعضلة
"بَا دادي" شاهد عيان عايش الحادثة بتفاصيلها كان بجعبته الكثير لكي يسرده علينا فهو ذاكرة حيَة من عاشت أكثر التفاصيل للحدث بالمنطقة و كان على مقربة كبيرة من العسكر الفرنسي كونه عمل كمهني بالقاعدة حسب ما روى لنا السكان بعد سلسلة بحث عبر الأزقة مساء الأربعاء الفارط التقينا به بمسجد بالقرب من منزله ، بَا ديدي شيخ في 79من عمره يتمتع بروح شبابية عالية جدا استقبلنا بابتسامة عريضة و كلمات ترحيب أزاحت عنا غيمة التعب دخلنا معه في حديث مباشر عن ما تحمله ذاكرته عن الواقعة فأجابنا بنبرة فيها شيء من الغضب قائلا " قبل الحديث عن تفجيرات نووية كجريمة ضررها بائن بيَنة كبرى نتسائل عن سبب هذا التجاهل كله من قبل السلطات فحديثنا نقوله و نكرره كل سنة رقان الجريحة رقان الموبوءة بحاجة إلى التفاتة كبيرة بحجم كبر الخطر الذي هي عليه يصمت قليلا يشرد ثم يقول " نحن منسيين" و يشير إلى أن النصب التذكاري الذي تم وضعه على شكل القنبلة النووية بساحة الشهداء و طلي بالألوان الباهية كان من المفروض أن يأخذ لون الحزن و يطلى بالأسود.
يعود بذاكرته إلى الماضي ثم يقول "منذ أن قدم المحتل الفرنسي إلى رقان سنة 1957 و الرقاني متعايش معه كان الفرنسي بالنسبة له كغريب جاء و حط بالمكان لا احد يفهم لغته و لا ثقافته و لا مبتغاه ولا حتى سبب مجيئه ،بعد مدة صار يقوم بانجاز مشاريع لم نعرف ما هي بالضبط على بعد مسافات من المناطق السكانية جند العديد من الشباب المحلي لخدمته في ظل العوز في مهن محددة كنت احد أولئك الشباب و قد احتككت بالفرنسيين المتواجدين حينها بالمنطقة كثيرا و اشتغلت عند العديد من القادة العسكر حينها كعامل مهني من بينهم أول قائد برقان الكولونيل ديشي سوشو و شهدت انفجار الثلاث قنابل نووية و كان هول تفجيرات 13 فيفري 1960 كحادثة يعجز اللسان عن وصفها ،فهمنا من كلام الجنود الفرنسيين فيما بينهم أن أمرا شديد الخطورة سيحدث و منهم من كان يدرف الدموع حين يتحدث في الموضوع لم نكن نعرف ما هو حجم الكارثة التي ستلحق بنا استلمنا كعمال مهنيين لدى الفرنسيين سلاسل طلب منا تعليقها على رقابنا من اجل حمايتنا متبث بها شكل من الأشكال به سائل داخل قطعة زجاجية صغيرة و كأنه مقياس و يقول با ديدي بالتعبير العامي كان يشبه "النيفو" و طلب من الجميع إخلاء منطقة الحمودية و اللجوء إلى رقان التي تبعد عنها بحوالي 85كلم، في حدود الساعة السابعة و بضع دقائق صباح يوم 13 فيفري 1960 سمعنا صفارات الإنذار التي أطلقتها الطائرات التي كانت تحوم في السماء و تتبعنا على إثرها التعليمات التي قدمت لنا مسبقا بالانبطاح على الأرض و غلق أعيننا و ما هي إلا دقائق حتى انتشر ضوء كبير مرَ إلى أعيننا رغم أنها كانت مغلقة لحظات قصيرة حتى سمعنا دوي انفجار كبير اهتزت له الأرض لا يمكن أن نعطيه حقه من الوصف انتهى الكابوس لنستفيق بعدها على بيئة مدمرة و خراب كبير وعاد الفرنسيون ليأخذوا منا تلك السلاسل لم نكن نعرف حينها ولا بعدها ما الذي حصل .
* عمي اعبلله عبد الله شاهد عيان : كنا نجهل حجم الخطر الذي يتربَص بنا رغم احتكاكنا بالمستعمر
عمي اعبلله عبد الله شاهد عيان أخر من مواليد سنة 1938 أحد العمال المهنيين لدى الفرنسي بالمنطقة يقول انَ الجميع كان يجهل حجم الخطر رغم أنَ البعض منهم كان يشتغل عند المستعمر بشكل يومي بالمنطقة أثناء اشتغاله لتجهيز القاعدة ،يخبرنا أنه عند وصول العسكر الفرنسي بتاريخ 10 أوت سنة 1957 انقسم إلى ثلاث مجموعات أحداها ضلت بوسط رقان و أخرى توجهت نحو الجبل أين أقيم المطار العسكري بالقاعدة العسكرية و الثالثة توجهت نحو منطقة الحمودية ، الفرنسيون جميعهم كعسكر و مدنيين انطلقوا في الأشغال من حفر و بناء و غيرها كأنهم ينجزون شركات أو مراكز عمل لم نكن نعرف ماذا كانوا يفعلون بالضبط كنا كلنا كمواطنين بالمنطقة و حتى عمال مهنيين عند الفرنسيين نجهل ما الذي كانوا يقومون به بعد فترة انتهت الأشغال بحوالي 15 يوما قبل تاريخ الفاجعة وزعت علينا كعمال مهنيين سلاسل طلبوا منا تعليقها برقابنا، و خرج العسكر الفرنسي و أعلمنا عن طريق المسؤولين عن القصور أن هناك حدث كبير ستشهده المنطقة و تلوا علينا كمواطنين مجموعة من التعليمات علينا تتبعها كي نحمي أنفسنا من الخطر و بمجرد رؤيتنا للطائرات و هي تخرج من القاعدة و تحوم في السماء لتصدر اصواتا و أضواء انذارية فعلينا أن ننبطح أرضا و نغلق أعيننا و ذلك ما حدث كان زلزالا كبيرا اهتزت له الأرض.
* سكوبيدو عبد الله عبد القادر : رأينا الجنود الفرنسيين يدرفون الدموع من هول ما سيحدث دون أن نعلم ماذا يحدث بالضبط
اعبلله عبد القادر المعروف بسكوبيدو عامل مهني أخر لدى المستعمر الفرنسي يقول انه كان يبلغ من العمر تاريخ الانفجار 17سنة عاش عند عائلة فرنسية
لا يزال لحد الساعة على تواصل دائم بالسيدة الفرنسية "ايفت" و التي فاق عمرها 80 سنة و قد توفي زوجها منذ فترة حيث أشار إلى أنه لم يكن على دراية تامة بالوضع الذي كانوا يعيشونه و ما سبب قدوم الفرنسي إلى منطقتهم كل ما كانوا يدركونه هو أن هذا الغريب الفرنسي قدم إليهم و خلق مناصب عمل وجاء بأشياء جديدة طورت مساكنهم كالصفائح الحديدية و الزنك و الحنفيات و غيرها من الأشياء التي لم يسبق للرقاني أن رآها في حياته يضيف سكوبيدو لقد اشتغل الفرنسي بالمنطقة و لم نكن نفهم حتى لغته لكننا شعرنا من خلال ما استطعنا إدراكه من كلام بعض العسكريين أن هناك خطرا سيداهم الجميع ولا زلنا نتذكر دموع بعض الجنود التي لم نفهم ما سر ذرفهم لها إلا بعد حين من الزمن ،لحظة الواقعة سمعنا صفارات الإنذار انبطحنا أرضا ووضعنا أيدينا على أعيننا المغلقة و رغم ذلك رأينا ضوءا ابيضا قوي الإشعاع تبعه صوت انفجار قوي بعد حوالي خمس دقائق فقط و كان قويا و كأن الأرض تتكلم زلزال كبير بعده انتكست الأشجار ولدت الحيوانات من غير موعد رمى الدجاج بيضه وهنا يأتي سكوبيدو على ذكر امرأة وضعت مولودها لحظة الانفجار دون أن تشعر بذلك واستفاقت من الصدمة و طفلها موجود بسروالها و صار يدعى بعدها "بالقنبلة" و اسمه الحقيقي سماني عبد الله.
* اعبلله الزهرة البكوشة : بكماء تستذكر هول الحادثة
اعبلله الزهرة " البكوشة " هي شاهدة عيان أخرى بكماء ما أن سألها شقيقها عبد القادر عن ذكرى الحادثة حتى بدأت تلوح بيديها و تصدر اصواتا من فمها تشير بها إلى الانفجار القوي صارت تتحدث عن هول الكارثة بالإيماءات و شقيقها يشرح لنا ما تقوله عن الضوء و الصوت المدوي الذي تحدث عنه بقية الشهود بدت الزهرة جد سعيدة بمرور الحادثة و رحيل الفرنسي دون رجعة و الذي قالت انه ترك بصمته على دراعها عند عملية التلقيح العادية بطريقة وخز تركت أثرًا مشوها لذراعها.
ابتسامة الزهرة كانت بريئة جدا تغذيها طاقة كبيرة من السعادة البادية على وجهها و كأنها تتلذذ بطعم النصر بخروج المحتل من وطنها لتعيش حرة أبية على ترابه دون أن تدري حجم الكارثة المستمرة ...
توجهنا نحو قصر تعرابت للقاء البرعمة الزهرة التي تردد اسمها على مسامعنا مرارا و تكرارا كونها إحدى الضحايا المتشوهين خلقيا، هي طفلة أصيبت بتشوه على مستوى الوجه و أدى انتشار التشوه إلى فقدانها عينها اليسرى حسب ما أشار إليه أهل المنطقة ولدى وصولنا إلى الحي التقينا أخوها الأكبر الذي قال لنا " استسمحكم عذرا ..لكن الزهرة بلغت مؤخرا سن 12 سنة و صارت أكثر وعيا من ذي قبل و عرفت حجم الضرر الصحي و التشوه الخلقي الذي لحق بها وخلفيات ما هي عليه و باتت ترفض لقاء الصحافة فقد كان لحكايتها مع التشوه نصيب من العروض عبر العديد من البرامج التلفزيونية و التسجيلات والمقالات و لم تنل من ذلك سوى تكرار الحديث نفسه دون فائدة ".
* هاجر عمياء صماء بكماء مقعدة تعاني الوجع
فتحت لنا السيدة الزهراء أم هاجر بابها لنقف على واقع معيشي مرير تعيشه المتضررة هاجر ذات 21 سنة معاقة بنسبة مئوية كاملة صماء بكماء كفيفة ، لا تقدر على الجلوس و لا الوقوف تتمدد منذ ولادتها على الأرض لا تستطيع المضغ ولا يمكنها تناول سوى ما كان مرحيا ،تتقاضى هاجر منذ 3 سنوات فقط منحة المعاق المقدرة ب ثلاثة الآلاف دينار جزائري تم رفعها إلى أربعة الآلاف دينار جزائري بعد اللجوء إلى القضاء ، لا تكفي لسد مصاريف الحفاظات ،آلامها ضاعفت الغبن على أبوين أثقل كاهلهما الفقر و العوز تقول السيدة زهرة طرقت العديد من الأبواب و أودعت الكثير من الملفات بغية الحصول على عمل أقوم من خلاله برفع القمامات من الشارع حتى اتمكن من جمع المال لدفع مستحقات عيش و علاج ابنتي لكن دون جدوى ،لا ارغب سوى بإعداد غرفة لها مستقلة بها حاجياتها فهي تنام رفقة أخوتها 6 في غرفة واحدة .
* 15 حالة اجهاض خلال الشهر مواليد بتشوهات خلقية
يقول عبد القادر أنَ عائلته لوحدها تضم 14 شخصا مصابا بالبكم في الوقت الذي يشير فيه العامة إلى انتشار مختلف الأمراض على رأسها البكم و العمى والتشوهات الخلقية و السرطان هذه الأقوال كانت لابد أن تدعم بشهادات أخصائيين من المراكز الصحية بالمنطقة ، لدى استقصاؤنا ظهر أن الإحصائيات و الشهادات لم تعد تهم الأهالي بقدر و تجنبوا الحديث في الموضوع مادام حديث السنين الماضية لم يأتي بثمار طيبة كما أن إمدادنا بالأرقام قد يوقع البعض في مشاكل مهنية لكن رغم ذلك من خلال دردشة قصيرة و في موجة غضب عارمة أشار من خلالها مصدر طبي أن مصلحة الولادة باتت تشهد حالات إجهاض متتالية تصل إلى معدل 15 حالة في الشهر و جلها يرجع السبب الرئيس في حدوثها إلى وجود تشوهات خلقية تمنع من اكتمال نمو الجنين ، زيادة إلى حالات موت الأجنة داخل الأرحام لنفس السبب ،كما تشهد مصلحة الولادة مؤخر تزايد في عدد المولودين بعاهات و تشوهات خلقية مختلفة حسب ذات المصدر إلى درجة صارت فيها بعض القابلات يرتعبن من تأدية واجبهن خاصة خلال فترة الليل أيام المناوبة خوفا من توليد نساء قد ينجبن كائنات بشرية بتشوهات مخيفة ،هذا إلى جانب المواليد الذين يخرجون من الأرحام و هم حاملين معهم مرض السرطان الخبيث.و يأتي مصدرنا على ذكر وفاة أحد ضحايا الاشعاع النووي الذي رحل منذ 3 اشهر بعد معاناة طويلة بمرض شوه خصيتيه التي ظهرت بها أكياس ادت الى كبر حجمها حتى بلغت ركبتيه من الكبر و صار يعاني الوجع دون ان يستطيع الجلوس و بات ينزع ملابسه و يصرخ من شدة الالم بالشارع ليرحل عن عمر يناهز 55 سنة.
يقول أهل المنطقة أن الحيوانات لم تسلم هي الأخرى من الضرر و تم ملاحظة بعد التغييرات عليها هناك إبل رفضت أكل مختلف الأعشاب التي تعودت على أكلها بعد تغير طعمها و ألوانها و فضلت الجوع مما يعرضها للموت ،و المعز صارت خلال الآونة الأخيرة كثيرة الإجهاض و غالبا ما تضع مولوداتها قبل الأوان، منتوج الطماطم بالمنطقة تغير طعمه و حجمه قد تقلَص بشكل كبير.
كانت القضية ثقيلة بحجمها و الظواهر المكتشفة مؤخرا باتت تنذر بخطر يداهم الصحة العمومية بالمنطقة الجميع ينسب مردها إلى الإشعاعات النووية الناجمة عن تفجيرات 13 فبراير 1957 يبدو أنَ السكان صاروا لم يعد يخفى عنهم حقيقة الوضع حد ما لكن يبقى السؤال المطروح ما هي التدابير التي اتخذت من اجل ذلك إلى أين وصل صوت القضية ما هو نصيبها من الدراسات العلمية كيف سيتم حماية الكائنات الحية و أهمها العنصر البشري من خطر الإشعاعات ومن يكفل المتضررين هل جملة لا تنتهي من الأسئلة في هذا الملف في منطقة يبدو أنَ أهلها رغم درايتهم بالخطر الذي يتعايشون معه إلا أنه لم يعوا حقا مدى حجم الكارثة وخطورة الإشعاعات النووية الفتاكة ،قضية تحتاج إلى نضال من اجل حماية التاريخ و صحة الكائن الحي بأرض أبيد ما عليها وعم واستمر البلاء بها بسبب الجريمة التي ارتكبتها فرنسا على أرض رقان.
* الهامل عمر رئيس جمعية 13 فبراير : قضية رقان هي قضية الجزائر و لابد من السعي لتجريم فرنسا
حاولت الجمهورية إن تلتقي بالنخبة المثقفة التي تناضل من اجل القضية للوقوف على المدى الذي وصل إليه صدى القضية و ما هي عليه كقضية محلية وطنية إنسانية فكان لنا لقاء مع رئيس جمعية 13فيفري1960 التي تأسست سنة 2000 إلا أنها انطلقت في نشاطها الكفاحي سنة 1987 ووجدت عراقيل جمة من اجل هدف واحد تمثل في إبراز القضية التي كان متكتما عنها من قبل و تجنَد عناصر الجمعية منذ سنوات من اجل ذلك يقول السيد الهامل عمر رئيس الجمعية "الحمودية أصبحت قطعة مبتورة من ارض الجزائر و قضية رقان هي قضية الجزائر و على الجميع أن يناضل من اجلها ،لا بأس أن نقلب الورقة لكن ليس علينا أن نقطعها التاريخ يبقى تاريخ و على فرنسا أن تعترف بجرائمها برقان يضيف متحدثنا في هذه النقطة قائلا " و أي جريمة هي الجريمة المستمرة فمن
لم يولد بعد لديه نصيب من الإشعاع " يواصل كلامه مشيرا إلى أن التاريخ الوطني لابد أن يذكر تفاصيله و أن فرنسا أرادت أن تبني مجدها على أنقاض جثث الأبرياء لكي تجلس مع الكبار ، الفرنسيون كان لهم إصرار على النقب والنهب للاحتفاظ على اللقب و فرنسا الدولة ليس باستطاعتها إن تدفع الدين المترتب عليها منذ 1832 و لو أرادت ذلك فرنسا مجرمة موصوفة بكل معاني الجرم و قد استعملت أهالي رقان و بيئتها النباتية و الحيوانية من اجل بناء مجدها الذي بني أساسا من خيرات الجزائر، وعليه علينا المطالبة بإصرارعلى تنظيف المنطقة و إنشاء مراكز صحية مجهزة باليات للكشف المبكر لمختلف الأمراض
وذلك للحد من تفشي الأمراض الناجمة عن الإشعاع و لطمأنينة المتشبث بأرضه فنحن نتفادى تخويف المواطن لكن الإشعاع مستمر و خطورته مستمرة و حسب الأخصائيين فهي تدوم 24 ألف سنة و لذلك نحن نتفادى تخويف السكان بالإفراط بالشرح كما أننا نتجنب الإبقاء على جهلهم بمدى الخطورة، و لذلك فعلى الدولة السعي من اجل طمأنة المواطن و مساعدته و دعمه للبقاء في أرضه و يؤكد على مطلب آخر موجها من خلاله رسالة إلى الذين يعولون على فرنسا باستحصال حقوقهم بالتعويض عن ما أصابهم فإنَ عليهم أن يتدارسوا على فتح مركز وطني توثيقي لجمع ملفاتهم الطبية وتوثيقها للحصول على حق الاعتراف.
* تومي عبد الرحمان رئيس جمعية الغيث القادم : نطالب بدراسات علمية معمَقة بالمنطقة
رئيس جمعية الغيث القادم السيد تومي عبد الرحمان هو الآخر كان له بخصوص الموضوع فهو ناشط في مجال الصحة و يقف على مدى خطورة وواقع الصحة العمومية المتدهور برقان تعمل جمعيته على مساعدة المرضى أينما كانوا و إمدادهم بالدعم المادي و المعنوي والأدوية جلبا لأطباء من اجل القيام بعمليات جراحية و التكفل بالمرضى زيادة على عمليات الختان و تنظيم القافلات الطبية نحو المناطق النائية والمساعدة المادية في الجنائز ،يقول عبد الرحمان " حجم الكارثة كبير ونحن كمواطنين لم نطلب بناء مدينة جديدة بل طالبنا بتطهير البيئة قد الإمكان ،و توفير مراكز صحية و مستشفى جامعي تكون تكاليفه
على عاتق المجرم يتم من خلاله التكفل بالمرضى ، كما يجب المطالبة بدراسات معمقة صحيا وعلميا تجرى على الإنسان والبيئة الحيوانية والنباتية .


* مجازفة برحلة مع باديدي بموقع القاعدة نحو الحمودية لاسترجاع شريط الذاكرة
رافقنا باَ ديدي إلى مكان القاعدة باتجاه طريق الحمدودية ليسترجع أيام خلت و تركت بصمتها السوداء بشكل لن تمحيه السنون أقلعت السيارة من رقان بضعة أمتار قليلة بعد خروجنا عن المنطقة العمرانية يشير باد يدي الى الطريق قائلا ها هو طريق البلاطو و ها هي منطقة تاوريرت تظهر من بعيد و بعد وصولنا يشير إلى مكان القاعدة العسكرية للجيش الفرنسي وصلنا إلى منطقة اغيل و زرافيل و قد كانت عيني مرشدنا تخطف النظر هنا و هناك ليسترجع من الماضي ذكريات مريرة المكان محاط بسياج من الأسلاك الحديدية التي لا تزال باقية به بقاء النفايات من مخلفات الانفجار والتي تعم المكان، يظهر خلف السياج بمنطقة زرافيل عشرات من براميل الزفت المحروقة و المتناثرة بركن من القاعدة في صورة تعبر عن الدمار بأرض محروقة نصل إلى ما يسمَى ب "السانك" و هو ركن آخر من القاعدة أين ينزل باد يدي و يسير مشيا على رجليه و يحوم حول المكان مشيرا بين الحين و الآخر إلى زاوية من زوايا المكان مسترجعا شريط الذكريات حين كان المستعمر الفرنسي يتحرك هناك و كثيرا ما كان يشير الى سلسلة "الغيران" الموجودة بكثرة هناك و التي يجهل ما بداخلها قائلا انها غيران تظهر برؤوس الجبال تمتد في سلسلة أنفاق تحت الأرض و ما هي سوى فجوات تنفسية لأنفاق لا يزال الجميع يجهل ما كان يحدث بها و ما يزال لحد الساعة تحت الأرض لكن ما يعرفه أن المستعمر استعملها كثيرا للاختباء أثناء بعض التجارب، يمشي بضعة خطوات ثم ينظر إلى برج المراقبة الطي لا يزال موجودا رغم أن التفجيرات جاءت على الحي و الجامد و طرحته أرضا ، بعد دقائق من السير رفقة مرافقنا نصعد إلى المركبة و نلتحق بالسائق و قريب مرشدنا يسترجعان سويا العديد من الذكريات يقلد قريبه عبد القادر حينها صوت المذيع مسعودي من إذاعة تونس "ايها الشعب الجزائري......." يغني الجميع أغنية يا المنفي ونغادر المكان نحو طريق الحمودية انه مكان الخطر و دون أن نتابع الطريق يلتف السائق نحو طريق آخر لنعود إدراجنا إلى رقان المدينة و يقول با دادي الطريق مقطوعة و تتخللها الكثير من الحفر الكبيرة التي وضعها المستعمر عند انسحابه من المنطقة و ردم العديد من بقايا الانفجار تحت الأرض و حطَم كل ما جاء في طريقة من أجهزة و مباني و عند هذه النقطة يقول مستغربا " سؤال حيرني و بعثي في نفسي الفضول لمعرفة ما سر ترك فرنسا لأحد الأهرام بمنطقة الحمودية شامخا دون مساسه حين مغادرتها في الوقت الطي حطمت فيها كل ما عليها و هو الهرم الطي اسماه ب عمود جحا و يرى أن ورائه سرا لابد من البحث للكشف عنه ففرنسا اللئيمة لا تفعل شيئا عبثا.
رجعنا أدراجنا و لمحنا بالطريق عمال كثر يشتغلون لجمع الحصى و تصفيتها رغم أنهم ليسوا بعيدين عن منطقة الخطر التي ترتفع فيها نسبة الاشعاع النووي و تظهر بجانبهم بعض الهياكل العظمية لجثث بعض الحيوانات منها هياكل تبدو أنها تعود لبقر و ابل .
* بادادي "غامرت بحياتي و سرقت وثائق خطة التفجيرات بالمنطقة من الكلونيل"
رجعنا إلى رقان و استقبلنا بادادي في منزله أين قدم لنا مجموعة من الوثائق الخاصة به كعامل مهني لدى المستوطن و يذكر أنه عمل عند أول كولونيل حط بالقاعدة و يدعى دوشي سيشو ،و تحصل على شهادات عملية متتالية عند قادة عسكري ناخرين و يذكر أنَه قام ذات يوم على غفلة من احد القادة بسرقة مجموعة من الوثائق كانت مطروحة فوق طاولة بمنزله و لم يفهم منها سوى تاريخ 1957 ، و خبأها عند والدته و بعد استجوابه أنكر انه أخدها و أشار إلى أنه لم يعتد سوى على جمع الأوراق من سلة المهملات و إتلافها دون المساس بأوراق أخرى و تم التحقيق معه رفقة صديقه مختار و صار مراقبا مند تلك اللحظة و بعد خروج العسكر و مغادرتهم المكان و استرجاع السيادة الوطنية اخرج الأوراق ووضعها بمنزله كأرشيف يذكره بسنين الماضي و ما عاشه حينها و بعد توالي السنين و زيارة وزير المجاهدين الأسبق عبادو لرقان و فتحه لملف قضية كان الجميع متكتما عليها حسب ما أشار لم مثقفو المنطقة تم ذكر اسم با دادي و قصة سرقة الوثائق من المعمَر و تم استدعاؤه من قبل السلطات المحلية بغية تزويد الأرشيف الوطني و المساعدة في كشف تاريخ الجزائر و ما فعلته إبان الاستعمار يقول متحدثنا أنَه قدم الوثائق بدافع خدمة الأرشيف الوطني لكن شرط أن تنسب إليه و يأخذ نسخا منها و بعد أن مر حوالي الشهر على الموضوع دون ان يشرح احدهم آلت إليه قصة الوثائق توجه نحو الدائرة و طالب باسترجاعها و بعد مشادات كلامية كان له أمر استرجاعها ، لكن يضيف با دادي أنَه بعد أن صارت قضية رقان النووية محل اهتمام من الصحافة قدمت إليه مجموعة صحفية يقول أنها كانت تحقق معه من اجل أخذ شهادات مماثلة لتلك التي تحاول الجمهورية أخدها منه لكنه لم يعرف إلى صالح أي قناة أو محطة إعلامية تعمل تلك الفرقة و غادروا المكان مرفقين بمجموعة الوثائق دون أن يوفوا بالوعد في إرجاعها اليه ،لكنَه لا يزال يحتفظ بوثيقة أعطى الجمهورية نسخة منها و هي عبارة عن وثيقة لتسلسل زمني للأشغال التي قامت بها فرنسا بالمنطقة و المتعلقة بمشروعها النووي منط سنة 1957 إلى غاية 1960.


* وثيقة التسلسل الزمني لخطة التفجيرات 1957-1964
الوثيقة جاءت كالتالي
التسلسل الزمني
نوفمبر 1957 –وصول الكتيبة الى رقان
من نوفمبر 1957 الى اكتوبر 1958- اشغال المنشآت لرقان –الهضبة- بلاطو
أواخر اكتوبر 1958- الوصول الى الحمودية
3نوفمبر 1958- بداية اشغال التمركز بحمودية
جانفي1959-استغلال المنجم
بداية اشغال حقل الرمي
-سبتمبر 1959 بداية بناء البرج
-اكتوبر 1959 فتح الطريق رقان- لبحمودية
نوفمبر1959 بداية الاشغال بحقل الرمي رقم 02
جانفي 1960 بداية الاشغال بألفا 02
*انتصاب المطابخ
*بناء النادي و المطعم
*بناء الورشات
فبراير 1960 انسحاب الكتيبة نحو رقان المدينة
13فيفري 1960 اليربوع الازرق
مارس 1960 رجوع الكتيبة –انشاء مطعم الضباط
01أفريل اليربوع الابيض
جوان 1960تركيب المكيفات الهوائية
*اتمام الاشغال بالبرج
جويلية اوت 1960 تمهل في الاشغال –نهاية الاعمال بالقاعدة
*بناء مساكن صف الضباط
ديسمبر 1960انشاء ملعب التنس
*توقف الاشغال بحقل الرماية
27 ديسمبر 1960 اليربوع الاحمر
جانفي حتى افريل 1961 ترميم الطريقالرابط بين اغيل – حمودية و حمودية بحقل الرماية
25 أفريل 1961 اليربوع الاخضر
نوفمبر 1961 حتى أفريل 1962 بناء الاحواض ت4
جانفي حتى جويلية 1962 ترميم 22 كلم الاولى للطريق اغيا حمودية
اكتوبر1962انفصال الكتيبة02 و06
فبرايرحتى ماي 1963 بداية اشغال الطمرو الدفن بحقل الرماية
*تدمير قاعدة الحمودية
30مارس 1964 حل الكتيبة الثانية.
KAMEL
KAMEL
المــدير العـــام
المــدير العـــام

عدد الرسائل : 2086
عدد النقاط : 60620
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

https://smahi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى