إبراز الأهمية التاريخية لشاعر المقاومة الشعبية لأولاد سيدي الشيخ محمد بلخير

شدد المشاركون أول أمس بالبيض في لقاء حول شاعر المقاومة الشعبية لأولاد سيدي الشيخ محمد بلخير على الأهمية التاريخية لهذا الشعر الذي يمكن اعتباره مرجعا ومصدرا عند التطرق لملحمة نضال هذه المنطقة ضد الاستعمار الفرنسي .
وذكر متدخلون من أساتذة وباحثين جامعيين في هذا اللقاء حول شخصية شاعر المقاومة الشعبية بمنطقة أولاد سيدي الشيخ أن الشعر الشعبي الذي نظمه محمد بلخير يعد مرجعا تاريخيا للمقاومة الشعبية بهذه المنطقة باعتبار أنه عايش فصول هذه الملحمة الشعبية عن قرب.
وفي هذا الصدد يرى الأستاذ في مادة التاريخ السيد بوطاجين عبد القادر من ولاية البيض أن شعر محمد بلخير الذي كان مولعا بالحرية بعكس ما شاهده خلال مختلف محطات هذه الملحمة الشعبية مما يستدعي قراءة متأنية لقصائده الشعرية وتحليلها من الجانبين الأدبي والتاريخي لاكتشاف أبرز مراحل المقاومة الشعبية بهذه المنطقة.
ومن جهته سلط الأستاذ بلقاسم حسيني من جامعة ابن خلدون تيارت في تدخله الضوء على الشخصية الصوفية التي تميز بها الشاعر »والتي كانت بارزة وبوضوح في ثنايا شعره ».
وقد ولد الشاعر محمد بلخير سنة 1832 بواد المالح قرب عين تموشنت وعرف عنه جهاده ضد الإحتلال الفرنسي منذ اندلاع شرارة أول مقاومة شعبية بمنطقة الجنوب الغربي وهي مقاومة أولاد سيدي الشيخ حيث تعلق بسيدي الشيخ الذي مدحه في عديد أشعاره التي ساهمت بشكل كبير في توحيد الصفوف ونشر رسالة مقاومة الاستعمار.
وتروي مصادر تاريخية أن السلطات الإستعمارية قامت بنفيه إلى منطقة كالفي بجزيرة كورسيكا قبل أم يطلق سراحه .
وتوفي الشاعر سنة 1898 ودفن ببلدية بوعلام بالبيض.
وتندرج هذه الأيام الدراسية التي تتزامن مع إحياء شهر التراث في إطار التعريف بهذه الشخصية الأدبية التي عايشت مسار المقاومة الشعبية لأولاد سيدي الشيخ.
ويسمح اللقاء بتقصي الحقائق حول هذه الأحداث التاريخية الهامة في مسار نضالات الشعب الجزائري ضد التواجد الإستعماري كما أوضح مدير الثقافة لولاية البيض علوشي عبد المجيد.
ويشارك في هذه الفعاليات التي تحتضنها على مدار ثلاثة أيام دار الثقافة »محمد بلخير » بمدينة البيض أساتذة وباحثون من مختلف جهات الوطن.