السعيد من انتبه لنفسه
صفحة 1 من اصل 1
السعيد من انتبه لنفسه
وا عَجَبًا من موجود لا يفهم معنى الوجود؛ فإن فهم، لم يعمل بمقتضى فهمه!! يعلم أن العمر قصير، وهو يضيعه بالنوم والبطالة والحديث الفارغ وطلب اللذات، وإنما أيامه أيام عمل لا زمان فراغ.
وقد كلف بذل المال بمخالفة الطبع من الشرع، فبخل به، إلى أن تضايق الخناق، فيقول حينئذ: فرقوا عني بعد موتي! وافعلوا كذا! فأين يقع هذا لو فعل؟! وبعيد أن يفعل؛ وإنما يراد بإنفاقك في صحتك مخالفة الطبع في تكلف مشاق الإخراج في زمن السلامة، فافرق بين الحالتين إن كان لك فهم، فالسعيد من انتبه لنفسه، وعمل بمقتضى عقله، واغتنم زمنًا نهايته الزمن، وانتهب عمرًا، يا قرب انقطاعه!
- ويحك! ما تصنع بادخار مال لا يؤثر حسنة في صحيفة، ولا مكرمة في تاريخ؟! أما سمعت بإنفاق أبي بكر، وبخل ثعلبة؟! أما رأيت تأثير مدح حاتم، وبخل الحباحب؟!
- ويحك! لو ابتلاك في مالك فقل، لاستغثت، أو في بدنك ليلة بمرض، لشكوت، فأنت تستوفي مطلوباتك منه، ولا تستوفي حقه عليك، {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]!
ولتعلم أن هذا القدر المفرط فيه، يحل الخلود الدائم في ثواب العمل فيه، فسبحان من من على أقوام فهموا المراد، فأتعبوا الأجساد، وغطى على قلوب آخرين، فوجودهم كالعدم.
وكيف لا يتعب العاقل بدنه إتعاب البُدْن والمقصود منًى؟!
أترى ما بال الحق متجليًا في إيجادك أيها العبد؟!
بلى والله، إن وجودك دليل وجوده، وإن نعمه عليك دليل جوده، فكما قدمك على سائر الحيوانات، فقدمه في قلبك على كل المطلوبات.
وا خيبة من جهله! وا فقر من أعرض عنه! وا ذل من اعتز بغيره! وا حسرة من اشتغل بغير خدمته!
ـــــــ
منقوووووووووووووووول للامام بن الجوزي
وقد كلف بذل المال بمخالفة الطبع من الشرع، فبخل به، إلى أن تضايق الخناق، فيقول حينئذ: فرقوا عني بعد موتي! وافعلوا كذا! فأين يقع هذا لو فعل؟! وبعيد أن يفعل؛ وإنما يراد بإنفاقك في صحتك مخالفة الطبع في تكلف مشاق الإخراج في زمن السلامة، فافرق بين الحالتين إن كان لك فهم، فالسعيد من انتبه لنفسه، وعمل بمقتضى عقله، واغتنم زمنًا نهايته الزمن، وانتهب عمرًا، يا قرب انقطاعه!
- ويحك! ما تصنع بادخار مال لا يؤثر حسنة في صحيفة، ولا مكرمة في تاريخ؟! أما سمعت بإنفاق أبي بكر، وبخل ثعلبة؟! أما رأيت تأثير مدح حاتم، وبخل الحباحب؟!
- ويحك! لو ابتلاك في مالك فقل، لاستغثت، أو في بدنك ليلة بمرض، لشكوت، فأنت تستوفي مطلوباتك منه، ولا تستوفي حقه عليك، {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1]!
ولتعلم أن هذا القدر المفرط فيه، يحل الخلود الدائم في ثواب العمل فيه، فسبحان من من على أقوام فهموا المراد، فأتعبوا الأجساد، وغطى على قلوب آخرين، فوجودهم كالعدم.
وكيف لا يتعب العاقل بدنه إتعاب البُدْن والمقصود منًى؟!
أترى ما بال الحق متجليًا في إيجادك أيها العبد؟!
بلى والله، إن وجودك دليل وجوده، وإن نعمه عليك دليل جوده، فكما قدمك على سائر الحيوانات، فقدمه في قلبك على كل المطلوبات.
وا خيبة من جهله! وا فقر من أعرض عنه! وا ذل من اعتز بغيره! وا حسرة من اشتغل بغير خدمته!
ـــــــ
منقوووووووووووووووول للامام بن الجوزي
Lhossin- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 129
تاريخ الميلاد : 17/08/1985
العمر : 38
المزاج : الحمد لله
عدد النقاط : 43040
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 03/09/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى