غامبيا تفوز ببطولة إفريقيا للأشبال على حساب الجزائر

خسرنا لقبا وكسبنا منتخبا



اكتفى المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 17 سنة، أمس، بمركز الوصيف في بطولة أمم إفريقيا في طبعتها الثامنة بالجزائر، حيث خسر المباراة النهائية بنتيجة 3/1 بملعب الدار البيضاء بالجزائر العاصمة، أمام منتخب غامبيا.
خرج أشبال الجزائر تحت تصفيقات الجمهور الغفير الذي غصّت به مدرّجات ملعب الدار البيضاء، والذي شجّع تشكيلة الثنائي عثمان إيبرير وعبد الحكيم مدّان طيلة التسعين دقيقة، على الرغم من تلقي ''الخضر'' لهدفين مبكّرين عن طريق كولي في الدقيقة السابعة برأسية وألاسان كامارا في الدقيقة الثانية والعشرين بقذفة قوية.
وبدا واضحا خلال أطوار المباراة النهائية التي حضرها رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عيسى حياتو، ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، والمدرّب الوطني، رابح سعدان، ومساعده جلّول، ووزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيّار، والوزير الأسبق لذات القطاع، محمد عزيز درواز، وعدد من المدربين الجزائريين وشخصيات رياضية وسياسية جزائرية وأجنبية كثيرة، بأن المنتخب الوطني لم يجد الثغرة أمام عناصر غامبية تمتاز بالقوة البدنية، بشكل أعطى الانطباع لدى العديد من المتتبعين أن أشبال ''الخضر'' يواجهون لاعبين يكبرونهم سنّا. ومع ذلك، أظهر رفقاء عبد الحكيم بزّاز استماتة كبيرة، ورغبة ملحّة في العودة في النتيجة، خاصة حين أمضى هدّاف المنتخب الجزائري نذير بن دحمان الهدف الأول لـ''الخضر'' في الدقيقة 43 عن طريق ضربة جزاء مقلّصا الفارق إلى هدف واحد.
وواصل المنتخب الجزائري في بناء اللّعب الهجومي خلال الشوط الثاني، بغرض تسجيل هدف التعادل بشجاعة كبيرة، غير أن كل المحاولات تم إحباطها من الدفاع الغامبي، نظرا للقوة البدنية الكبيرة لاعبيه. وأمام إصرار النخبة الوطنية على التهديف قبل انقضاء الوقت الأصلي من المباراة، فاجأ اللاّعب الغامبي ألاسانا كامارا الجميع بتعميقه للفارق في الدقيقة 85 حين تلقّى كرة على طبق، قاضيا بذلك على أحلام أشبال المنتخب الجزائري وكل الأنصار الحاضرين.
التأثـر كان باديا على أشبال النخبة الوطنية حين أعلن الحكم الرئيسي للمباراة، كريمبي أوسمان من مالي، الذي ساعده بواندي مالونغا من الكونغو وموسى يانوسا من الكامرون والحكم الرابع لامبتي جوزيف من غانا، عن نهاية المباراة بتتويج منتخب غامبيا بلقب الدورة الثامنة لكأس أمم إفريقيا للأقل من ,17 وهو المنتخب المتوّج بذات اللقب في ,2005 خاصة أن أحلام الجزائريين الذين ضمنوا مشاركة في مونديال نيجيريا في أكتوبر المقبل، تضاعفت وأضحى الجميع يفكّر في اللقب القاري التاريخي، وهو ما جعلهم يكسبون تقدير الجمهور الرياضي وكل التقنيين، حيث اقتنع الجميع بأن الجزائر خسرت لقبا، غير أنها كسبت منتخبا سيكون له شأن كبير في المستقبل، سواء ضمن صنف الأواسط أو الآمال أو حتى الأكابر، وسيكون إنجاز هؤلاء الشبّان دافعا من أجل الاعتناء أكثـر بالفئات الشبانية على مستوى أنديتنا بشكل خاص، لضمان الاستمرارية في تكوين أندية ومنتخبات جزائرية قوية، على غرار ما حدث مع أواسط ''الخضر'' سنة ,1979 وبداية مجد الكرة الجزائرية في الثمانينات.