التلبيس والتعمية سبيل أهل الباطل لشيخ فركوس
صفحة 1 من اصل 1
التلبيس والتعمية سبيل أهل الباطل لشيخ فركوس
]التلبيس والتعمية سبيل أهل الباطل
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالمتأمِّل في الشريعة الغرَّاء يجد أنَّ القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية لم يُثبتَا سوى حقٍّ دعا إليه الشَّرع وهَدَى به الضال، وما يقابله الباطل نهى الشرع عن ركوبه وحَذَّر من اقترافه، ولا مرتبةَ بينهما معلومة، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ﴾ [الحج: 62]، وقال تعالى: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ﴾ [يونس: 32]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ﴾ [سبأ: 24]، وقال تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ [الأنبياء: 18]، وقال : «القُرْآنُ حُجَةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ».
والتلبيس هو إظهار الباطل في صورة الحقِّ. ومَزْجُ الحقِّ بالباطل بالكتمان والتعمية هو صنيع أهل الباطل، لكن منهج أهل الحقِّ العملُ على بيانه وتمييزه عن الباطل، وهذا هو منهج أهل السُّنة جاءوا بالبيان الكافي وقابلوا الأمراض بالدواء الشافي، وتوافقوا على منهاج لم يختلف، كذا كانت حكمة بعثة الرسل من قبلُ. وكتمان الحقِّ إذا اقتضى المقام والحال والمصلحة بيانه في الحال من غير تأخير يجب بيانه ولا يجوز تعمية الحقِّ أو تلبيسه على وجه يعطِّل الحقَّ ويصرفه الملَبِّس عن الناس بالاشتباه والتضليل، فإنَّ الشيطان الجنِّي والإنسي يمزج كلُّ منهما بالبيان مُشْتَبَهًا، وبالدواء سُمًّا. والتلبيس والكتمان صورتان ورد النكير الشرعي عليهما لخلوهما من الصدق المأمور به شرعًا، إذ هو من متمِّمات الإيمان ومكمِّلات الإسلام، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، ولا يخفى أنَّه بانتفاء الصِّدق يَحُلُّ الغشُّ والخداع والتزوير والتغرير والمكر والتلبيس والخيانة، وهذه الأوصاف القبيحة لا تكون خُلُقًا للمسلم بحالٍ؛ لأنَّ طهارة نفسِه المكتسبة من الإيمان والعمل الصالح تأبى أن تتجانسَ مع هذه الأخلاق الذَّميمة.
ومثل هذا الصنيع من الخُلُق غير المرضي غَلَّظه الله تعالى على اليهود المغضوب عليهم.[/color]
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالمتأمِّل في الشريعة الغرَّاء يجد أنَّ القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية لم يُثبتَا سوى حقٍّ دعا إليه الشَّرع وهَدَى به الضال، وما يقابله الباطل نهى الشرع عن ركوبه وحَذَّر من اقترافه، ولا مرتبةَ بينهما معلومة، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ﴾ [الحج: 62]، وقال تعالى: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ﴾ [يونس: 32]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ﴾ [سبأ: 24]، وقال تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ [الأنبياء: 18]، وقال : «القُرْآنُ حُجَةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ».
والتلبيس هو إظهار الباطل في صورة الحقِّ. ومَزْجُ الحقِّ بالباطل بالكتمان والتعمية هو صنيع أهل الباطل، لكن منهج أهل الحقِّ العملُ على بيانه وتمييزه عن الباطل، وهذا هو منهج أهل السُّنة جاءوا بالبيان الكافي وقابلوا الأمراض بالدواء الشافي، وتوافقوا على منهاج لم يختلف، كذا كانت حكمة بعثة الرسل من قبلُ. وكتمان الحقِّ إذا اقتضى المقام والحال والمصلحة بيانه في الحال من غير تأخير يجب بيانه ولا يجوز تعمية الحقِّ أو تلبيسه على وجه يعطِّل الحقَّ ويصرفه الملَبِّس عن الناس بالاشتباه والتضليل، فإنَّ الشيطان الجنِّي والإنسي يمزج كلُّ منهما بالبيان مُشْتَبَهًا، وبالدواء سُمًّا. والتلبيس والكتمان صورتان ورد النكير الشرعي عليهما لخلوهما من الصدق المأمور به شرعًا، إذ هو من متمِّمات الإيمان ومكمِّلات الإسلام، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، ولا يخفى أنَّه بانتفاء الصِّدق يَحُلُّ الغشُّ والخداع والتزوير والتغرير والمكر والتلبيس والخيانة، وهذه الأوصاف القبيحة لا تكون خُلُقًا للمسلم بحالٍ؛ لأنَّ طهارة نفسِه المكتسبة من الإيمان والعمل الصالح تأبى أن تتجانسَ مع هذه الأخلاق الذَّميمة.
ومثل هذا الصنيع من الخُلُق غير المرضي غَلَّظه الله تعالى على اليهود المغضوب عليهم.[/color]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى