منتدى الأبيض سيدي الشيخ التربوي و التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلمة تدخلك الإسلام أو تخرجك منه.. وتحييك أو تميتك.. تزوجك

اذهب الى الأسفل

كلمة تدخلك الإسلام أو تخرجك منه.. وتحييك أو تميتك.. تزوجك Empty كلمة تدخلك الإسلام أو تخرجك منه.. وتحييك أو تميتك.. تزوجك

مُساهمة من طرف louazani_Med الإثنين أكتوبر 05, 2009 8:13 pm

كلمة تدخلك الإسلام أو تخرجك منه.. وتحييك أو تميتك.. تزوجك
لقد أعلى الله تعالى قيمة الكلمة في تشريعاته وأحكامه وجعلها عمل اللسان.. وهو من أهم جوارح الإنسان.. صح فيه قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".
كما صح عنه فيما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول : "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب".. وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا عن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالا ً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا ً يهوي بها في جهنم ".
وقد ضرب الله عز وجل لها مثلا ً في كتابه " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ" النور الآيات 26،25،24
والكلمة هي الأساس الأول لكل عقد في الشريعة الإسلامية وأعلاها عقد الدخول في الإسلام.. ثم عقود الزواج والطلاق والعقود بين المسلمين وغيرهم.. وعقود الإمامة والبيع.. فالعقود على أهميتها وكثرتها ووجوب الالتزام بها ما هي إلا كلمات يلتزم بها المسلمون عند دخولهم في عقد ما.
فالكلمة تخرج الإنسان من الكفر إلى الإسلام هي قوله: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".. ثم التزامه بعد ذلك شرائعه وأحكامه.
وبالكلمة تُستَحل الفروج بعد أن كانت حراماً.. فكلمة زوجتك ابنتي أو أختي يقولها ولي المرأة.. بكراً كانت أو ثيباً لرجل يريد زواجها.. تصبح بعدها من أقرب الناس إليه بعد أن كانت لا تحل له ولا يحل لها.. وبهذه الكلمة تنشأ علاقة المصاهرة والنسب.. وبهذه الكلمة تنشأ حقوق كثيرة للطرفين عند بعضهم البعض ليس أقلها التوارث وصلة الأرحام.
وبالكلمة أيضا تُحَرَّم الفروج بعد أن كانت حلالا ً فكلمة "أنت طالق أو طلقتك" تحرم على الرجل المرأة فلا يحل له النظر إليها أو حتى مصافحتها بعد أن كانت تلتحف معه بلحاف واحد ويحل له منها كل شيء.. فكلمات قليلة تُحرم الفروج بعد أن كانت حلالاً.. أو تحلها بعد أن كانت حراما ً.
والكلمة عندما تكون عهدا ً أو ميثاقا ً تكون من أهم الكلمات التي يجب على المسلم الوفاء بها سواء كانت هذه العهود موثقة أو غير موثقة مكتوبة أو غير مكتوبة.. والوفاء صفة ملازمة للمسلم يحذر بهذا أن تحيق به خصلة من خصال النفاق.
روى الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "أربع من كن فيه كان منافقا ًخالصا ً.. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر "
وجاء في الصحيحين أيضا ً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان "
والوفاء بالكلمة كان له قديما ًشأن عظيم حتى ولو لم تكن موثقة – أي مكتوبة - ، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه ذكر رجلا ًمن بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال:
"ائتني بالشهداء أشهدهم
فقال: كفى بالله شهيدا ً
قال: فائتني بالكفيل
قال كفى بالله كفيلا ً
قال: صدقت فدفعها إليه فخرج إلي البحر فقضي حاجته ثم التمس مركبا ً يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا ً فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ً ألف دينارا ً فسألني كفيلا ً
فقلت كفى بالله كفيلا ً فرضي بك.. وسألني شهيدا ً فقلت كفى بالله شهيدا ً فرضي بك وأني جَهَدْتُ أن أجد مركبا ً أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا ً يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا ً قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا ً فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار
فقال: والله مازلت جاهدا ً في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا ً قبل الذي أتيت فيه.
قال: هل كنت بعثت إليَّ بشيء
قال: أخبرك أنَّي لم أجد مركبا ً قبل الذي جئت فيه
قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف دينار راشدا ً.
ولقد أعلى الله قيمة العهود والمواثيق فبدأ سورة المائدة بقوله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ".
وبدأ سورة التوبة بقوله سبحانه وتعالى " بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ".
فجاءت مقدمة سورة المائدة تأمر المؤمنين بالوفاء بالعقود وجاءت مقدمة سورة براءة توضح للمؤمنين كيفية فسخ العقود القائمة وطلبت منهم إنذار المشركين المُعَاهَدِين أربعة أشهر يُقَاتَلون بعدها من أول قوله تعالى " بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ " إلى قوله تعالى " فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ" .. ثم جاءت آية الأنفال لتضع قاعدة عامة في كيفية فسخ عقود الصلح مع المعاهدين.. قال الله تعالى : " وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ "
وعلى هذا لا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينقض عهده إلا أن ينبذ إلى من عاهدهم على سواء– أي يبلغهم إنهاء العقد أو عدم تجديد الالتزام به.. وهكذا يتبين لنا كيف أعلى الله قيمة الوفاء بالكلمة في الإسلام
والكلمة تكون عهدا يقطعه الرجل على نفسه بالتزام السمع والطاعة لمن يختاره أهل الحل والعقد للقيام على أمر المسلمين ومن يرونه الأصلح والأفضل للقيام على ما يصلح معاشهم ومعادهم ما التزم إقامة شرع الله وأحكامه.. وقد جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يُؤْمر بمعصية.. فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ".
والكلمة يقع بها البيع قبل قبض الثمن مهما كان عظم السلعة التي يراد بيعها.. ويصبح البائعان بالخيار ما لم يتفرقا.. فإذا تفرقا فلا مجال لرد السلعة من مشتريها أو بيعها لآخر من بائعها إن كانت في قبضته إلا بتراضي الطرفين على نقض البيع.
وقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : "المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار "
والكلمة لها أثرها في القضاء والخصومة فقد صح عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فيما رواه الشيخان عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) : إنه سمع خصومة باب حجرته.. فخرج إليهم.. فقال: "إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم.. فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض.. فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك.. فمن قضيت له بحق مسلم.. فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو فليتركها " .
والكلمة هي عمود الدعوة إلى الله تعالى " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " .. وما الدعوة إلى الله عز وجل إلا كلمات يقولها الداعية إلى الله تعالى تعريفا ً بربه سبحانه وتعالى وتبيينا ً لأحكامه عز وجل وترغيبا ً في طاعته والائتمار بما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر .
والكلمة لها أثر كبير في الدعوة إلى الله تعالى فبقدر ما يختار الداعية الأحسن من القول في النصح والتوجيه وتوصيل ما لديه من حق بقدر ما تُفتح له القلوب والعقول والصدور.
فالكلمة لها أثر كبير في قبول الحق أو الإعراض عنه.. ومن ثم في دخول الجنات ثوابا ً من عند الله ومغفرة أو دخول النار عقابا ً منه وعدلا ً.
ولذلك امتن الله على رسوله الكريم الداعية الأول لهذا الدين فقال : " َفبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ " .
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي (صلى الله عليه وسلم)قال: " إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه " ..
والكلمة أيضا لها شأن عظيم في العلاقات بين الناس وبقدر ما تكون الكلمة طيبة ودودة بقدر ما يتحاب الناس وبقدر ما تكون فظة غليظة بقدر ما يتباغضون وفي ذلك وجه الله عباده بأن يقولوا التي هي أحسن " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً "
وجاء في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): " اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة "
بل حث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المؤمنين على التحاب بينهم ودلهم على كلمات إذا قالوها تحابوا " ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ".
والكلمة لها أثرها في إقامة الحجة والبرهان ، وقد امتلأ كتاب الله عز وجل في ضرب الأمثال وتوضيح الحقائق للناس.
إما حكاية عن أمم سابقة كما جاء في كتاب الله عز وجل حكاية عن إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام : "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ".آية 258 البقرة.. أو مخاطبة لمشركي قريش " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ " .
والكلمة لها أثرها البالغ في الإعلام بل لا يقوم الإعلام إلا بها سواء كانت الكلمة مسموعة أم مقروءة أم مشاهدة.. وكم من قضية خسرها أصحابها لأنهم لم يستطيعوا الدفاع عن قضيتهم وإبراز وجهة نظرهم.
والكلمة لها أثرها في التحريض ولهذا أمر الله نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) بتحريض المؤمنين على القتال : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ "
كما أن لها أثرا كبيراً في تحريض الجيوش ورفع معنوياتها أو تثبيطها وقديما ًكان النساء لهن دور كبير في التحريض على القتال خلف الجيوش حتى أجاز العلماء قتل المحرضة على القتال لشدة خطرها في الحرب.
قال ابن قدامة في المغني: وكذلك يجوز رميها إذا كانت تلتقط لهم السهام أو تسقيهم الماء أو تحرضهم على القتال لأنها في حكم المقاتل.. وهكذا الحكم في الصبي والشيخ وسائر من منع قتلهم أهـ .
ولأهمية التحريض والتوجيه أنشأت الجيوش في عصرنا الحديث ما أسموه سلاح التوجيه المعنوي لرفع معنويات الجند وشرح القضية التي يُقَاتَل من أجلها.
والكلمة إذا كانت وصفا سيئا يتناقله بعض المسلمين بعضهم عن بعض في غيبتهم فهو أمر عظيم وكبيرة من الكبائر.. حتى وإن كان الوصف حقيقة متلبسة بالموصوف.. وهو ما نهانا الله عز وجل عن اقترافه وشبهه سبحانه وتعالى تشبيها يبغضه للنفس السوية فقال سبحانه " وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ "
وصح عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم): "أتدرون ما الغيبة ؟
قالوا: الله ورسوله أعلم
قال: ذكرك أخاك بما يكره
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟
قال: " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته.. وإن لم يكن فيه فقد بهته ".
والبهتان كذب وعدوان فهو كذب من حيث أنه غير الحقيقة وعدوان من حيث أنه أضاف لإنسان مسلم وصفا لا يتصف به ظلما وعدوانا.
والكلمة تكون كذبا ينطق به لسان المسلم فتكون سيئة قبيحة تورد صاحبها المهالك.
روي البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا "
والكلمة قد تكون شهادة زور فتلحق أكبر الضرر بالمشهود عليه.. ولذا جعل الرسول " شهادة الزور من أكبر الكبائر."
كما جاء في الصحيحين من حديث أبي بكر رضي الله عنه قال.. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر.. قلنا بلى يا رسول الله.. قال.. الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال : وشهادة الزور فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت "
والكلمة تكون صدقا ينطق به لسان المسلم فتكون حسنة جميلة تقود صاحبها إلى الجنة .
روي الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال.. قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم) : " إن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا " .
والكلمة قد تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.. وقد صح في الحديث قول رسول الله(صلى الله عليه وسلم) " أتدرون من المفلس قالوا المفلس يا رسول الله من لا دينار معه ولا درهم " قال : المفلس من يأتي يوم القيامة وقد صلى وصام ولكنه شتم هذا وضرب هذا فيؤخذ من حسناته ويعطى لهذا ثم يؤخذ من حسناته ويعطى لهذا حتى إذا نفذت حسناته اخذ من سيئات هذا ووضع عليه ثم قذف في النار " ، والشتم عمل اللسان كلمات بقولها المسلم لأخيه المسلم يتنقصه بها ويسبه تسفيها له وتحقيرا .
والكلمة قد تكون شفاعة حسنة يقوم بها من كان لها أهل من أهل العلم أو الجاه أو السلطان أو السمعة الحسنة ، ينفع الله بها من كان في حاجة لها ، فيؤجره الله على ذلك أجرا عظيما ، قال الله تعالى : " مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا"
روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا جاءه السائل أو طُلِبَت إليه حاجة قال : " اشفعوا تؤجروا .. ويقضي الله على لسان نبيه .. ما شاء "
والكلمة قد تكون شفاعة سيئة يقوم بها أهل الأهواء والضغائن يسيئون بها إلى من لا يستحقون الإساءة فيكون لهم منها كفل .. كما قال الله تعالى : "وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً " .
والكلمة ترفع درجات صاحبها عندما يعطر لسانه بكلمات علمها لنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان .. حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده " متفق عليه .
وكلمة الذكر يصيب بها المسلم درجات عظيمة.. روى الشيخان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " ، وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال.. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأن أقول: " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس "
والكلمة جعل الله لها من رحمته بعباده شأناً عظيماً في الذكر والعبادة فهي من أقل العبادات جهداً ومن أقلها تكلفة وهي فوق ذلك عمل جارحة صغيرة من جوارح الإنسان وهي اللسان لا يتفكر ولا يتدبر فيرهقه ذلك كالعقل.
ولا يصيبه الكلل والضعف والألم كاليدين والرجلين وسائر البدن وبهذه الرحمة فتح الله لعباده المؤمنين باباً من أبواب العمل الصالح لا يكاد يعجز عنه مسلم غني أو فقير رجل أو امرأة.. جاء في الصحيحين والرواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
فقالوا ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم
فقال وما ذاك.. فقالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق
فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) " أفلا أعلمكم شيئا ً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم"
قالوا بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال " تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله"
فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء "
نعم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
فالحمد لله الذي جعل فضله بيده .. والحمد لله الذي امتن على عباده بكرمه.. والحمد لله القائل في كتابه : " مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً " .
اللهم اجعلنا من المؤمنين بك الشاكرين لفضلك الداخلين في طاعتك

وتطلقك.. فما موقفك منها؟
louazani_Med
louazani_Med
مراقب
مراقب

عدد الرسائل : 628
تاريخ الميلاد : 30/11/1981
العمر : 42
الموقع : louazani_Med@yahoo.fr
العمل/الترفيه : أستاذ
المزاج : جميل وهادىء ومحب الصداقة والإخلاص
عدد النقاط : 44018
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 08/08/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى