الوالي يحقق في توزيع مئات القطع الأرضية ''مجانا'' ببلدية الأبيض سيدي الشيخ بالبيض

الوالي يحقق في توزيع مئات القطع الأرضية ''مجانا'' ببلدية الأبيض سيدي الشيخ بالبيض ""المقال عن جريدة الخبر""

أوفد والي البيض لجنة تحقيق إلى بلدية الأبيض سيد الشيخ للوقوف على ما اصطلح على تسميته فضيحة توزيع المئات من القطع الأرضية مجانا على أسماء معروفة. كما سارعت لجنة التجهيز للمجلس الشعبي الولائي للتنقل إلى عين المكان والوقوف على هذه ''الجريمة'' في حق العقار، فيما أكد رئيس الدائرة هذه الفضائح ''وطلب توقيفها رسميا'' في حين تعذر علينا الاتصال برئيس البلدية.
كشف منتخب من المجلس الشعبي الولائي وعضو في لجنة التجهيز، تنقل لهذه البلدية، رفقة أعضاء اللجنة ''أن جريمة حقيقية وقعت بهذه البلدية في حق العقار'' وتابع أن مساحات خضراء سيجها أصحابها في عدد من أحياء المدينة، سواء من قطع أرضية تابعة للبلدية وأخرى لأملاك الدولة.
كما وقف أعضاء المجلس الولائي على توزيع أرضية كانت مخصصة لمسجد بحي الشهداء على عدد من الأشخاص.
وفي هذه الأثناء، ما زالت قضية الـ1500 متر، التي استفاد منها شخص بين يدي العدالة، رغم أن منتخبا ولائيا طرح المشكل، بحضور المسؤولين أكثـر من مرة.
ونتيجة استنزاف الأراضي بطريقة فوضوية بالأبيض سيد الشيخ، عجزت السلطات عن إيجاد أرضية لإنجاز بيت للشباب لولا تكرّم ''آباء البيض'' بالتنازل عن أرضية تابعة لهذه المجموعة الدينية.
من جهته، ذكر مصدر من مفتشية الولاية ''أن القطع الأرضية، التي استفاد منها مواطنون غير عاديين يتجاوز الثلاثمائة قطعة''، إضافة لرخص بناء صادرة عن البلدية، كما قالت مصادر متطابقة.
أما مخطط شغل الأراضي الخاص بهذه البلدية والمرسم منذ سنة ,95 فقد تعرض لتجاوزات خطيرة، قبل انتهاء مدته القانونية المحدّدة بعشرين سنة.
وفي الوقت الذي عجزت السلطات عن توفير مساحات لاستقبال هياكل عمومية، على غرار المؤسسات الاستشفائية والمدارس، فإن فضائح العقار بهذه البلدية التاريخية تجاوزت بكثير ''المجزرة''، التي حدثت بعاصمة الولاية.
رئيس الدائرة من جهته نفض يديه مما حصل، وأكد أنه بعث مراسلات رسمية ومتكررة لرئيس البلدية، يحذره من خطورة هذا الإجراء المخالف لقوانين العقار، وعلى رأسها المرسوم 25/90، وتابع هذا المسؤول أنه تدخل شخصيا أكثـر من مرة لتوقيف عمليات البناء، كما هو الأمر لصاحب مرشات، لكنه يضيف أن عمليات توزيع الأراضي مجانا تسارعت الشهور الثلاثة الأخيرة، مما جعل الوالي يتدخل.
أما رئيس البلدية، فقد حاولت ''الخبر'' الاتصال به على خطوطه الهاتفية الثلاثة، لكن دون جدوى، كما لم تنفع الوسائط الأخرى، التي استعملتها ''الخبر''، سواء عن طريق الإداريين أو جهات أخرى، كما لم تنفع الرسائل الهاتفية لمعرفة رأيه، وهذا على مدار خمسة أيام كاملة.