ارفع صوتك ....يا ابا

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله النبي الأمين وعلى آله و صحبه الكرام إلى يوم الدين.
أما بعد:

يقول إخواننا المصريين "إمشي تحت الحيطة واسمع الزيطة" ونقول في الجزائر "حشيشة طالبة معيشة" و "عليك بخاصة نفسك" و في أدرار بالجنوب الغربي الجزائري نقول "اجبد جبادك" أنا أقول: "من ألف السير وراء الحائط لابد من أنه سيأتي يوم يعانقه الحائط عناق الذل، أما "الحشيشة" التي تبقى لتنتظر من يسقيها لا أشك في أنها ستنسى لتموت عطشا، وأقول لمن يعيش لنفسه أنه سيعيش وحده ويموت وحده، وهنا أتذكر إشهارا تحسيسيا شاهدته على قناة إقرأ الفضائية، حيث عرضت صور بعض مشاهير العلماء والفلاسفة والموسيقيين وكتب تحت صورة كل عالم أحد أهم أعماله التي تركها للبشرية وليس لنفسه فمات وما ماتت أعماله التي خلدته، في الأخير كانت صورة لمجهول رسمت علامة استفهام مكان وجهه وكتب تحتها: أنت ماذا فعلت؟ نعم ماذا تترك لهذه الإنسانية من بعدك؟ أم أنك ستعيش نكرة وتموت نكرة؟؟


منذ متى توفي أفلطون؟ ولكن كتابه "الجمهورية" لازال مرجعا للفلاسفة وعلماء السياسة، منذ متى حكم على سقراط بالإعدام؟ -حيث اختار شرب كأس السم المحكوم عليه بتجرعه على أن يغير قناعاته- ومازالت أعمال سقراط مرجعا أساسيا في الكثير من العلوم الإنسانية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر: كتابه "الخطابة"، منذ متى توفي إسحاق نيوتن؟ ولايزال اكتشافه للجاذبية مرتكزا لعلماء الفزياء في تطبيقاتهم على غالب الأصعدة، من ينكر فضل النظرية النسبية لأنشتاين؟ من ينكر فضل "ابن خلدون في تأسيس علم الإجتماع، من يتجاهل فلسفة "ابن رشد" ودورها في خروج أوروبا من العصور الظلامية للقرون الوسطى إلى عصر النهضة؟ من يحتقر أعمال "إبن سينا" في علوم الطب؟ وكتابه "القانون في الطب" كان ولايزال مرجع المعاهد الطبية في كثير من بقاع الأرض.مات جاليلو جاليلي لرأي قاله عن كروية الأرض رفض التراجع عنه أمام عنجهية أرباب الكنيسة، ومازال اسمه يدوي في سماء الفلك والجغرافيا، سجن "نيلسون مانديلا" 27 سنة لإيمانه بقضيته وخرج ليكون رئيسا لشعبه الذي كان مضطهد.إذن ارفع صوتك يا ابا فما الموت إلا واحدة وما العمر إلا واحد ولن يصيبك إلا ماكتب الله لك.

الله يحفظك

شكرا لك الأخ......بوركت على الموضوع..الله يجازيك

هذه ما تكون إلا جرأة الجزائري الحر
وهذا هو منطق الزعماء فبارك الله فيك

شروووف بمروركم
جزااااااااااااكم الله عنا خير