منتدى الأبيض سيدي الشيخ التربوي و التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها-

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها- Empty أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها-

مُساهمة من طرف الأثرية الخميس مايو 28, 2009 10:14 pm

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : ــ

اسمها ونسبها : هي أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - ، زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
كان اسمها برّة ، فغيـّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى زينب ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن زينب بنت أبي سلمة - رضي الله عنهم أجمعين - إذ قالت : ( كان إسمي برّة ، فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب ، قالت : ودخلت عليه زينب بنت جحش ، واسمها " برّة " ، فسماها زينب ، بعد زواجه منها ) [ أخرجه مسلم برقم : 18 / 2142 ] .

كنيتها : أم الحكم .

ولقبها : أم المساكين ، كانت تتصف برقة القلب وحب الخير والعطف على المساكين . كانت تعمل وتنفق عليهم مما تكسبه .

إسم والدها : جحش بن رئاب بن يعمر بن صبِرة بن مرة بن كبير بن غـَـنم بن دُوْدان بن أسد بن خزيمة .

اسم أمها : أميمة بنت عبد المطّلب ، عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين " السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - " وهي من المهاجرات الأول ، وذات الحسب والنسب والجمال والجود والورع .

ومما يدل على ورعها وخشيتها لله - تعالى - ما روته السيدة عائشة - رضي الله عنها - في الحديث الطويل الذي ذكرت فيه قصة الإفك ، وموقف السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - منه بقولها : [ .... وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل زينب بنت جحش - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أمري فقال : ( يا زينب ! ماذا علمت أو رأيت ؟ ) فقالت : يا رسول الله ! أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيرا ، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فعصمها الله تعالى بالورع ... ] متفق عليه . انظر [ تفسير ابن كثير جـ 3 ص 361 ، الإستيعاب 4 / 1850 ، وأسد الغابة 7 / 126 ] .

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت في حديث طويل : [ ... فأرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت جحش - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدّق به وتقرّب به إلى الله - تعالى - ما عدا سوْرة *من حِدّة *كانت فيها ، تُسرع منها الفيئة * ....... ] . انظر [ مختصر صحيح مسلم 1662 ] .

• سوْرة : أي : ثوَران وعجلة الغضب .
• حِدّة : هي شدة الخلق وثورانه .
• الفيئة : الرجوع .

ومعنى كلامها : " أن السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - كانت كاملة الأوصاف إلا أن فيها شدّة الخُـلُق ، وسرعة الغضب ، فإذا وقع ذلك منها ترجع سريعا ولا تصرّ عليه .
انظر التعليق على الحديث في الحاشية : [ مختصر صحيح مسلم ص 441 ] .


فضلها : ــ

1 : ــ تلتقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسبه فهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطّلب ، وجدهما واحد .

2 : ــ زوّجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زيد بن حارثة - رضي الله عنه - ، ربيبه وحبيبه ، ومولاه ، اختار له ابنة عمته السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - زوجًا ، ورضيت باختيار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتزوجت زيدًا ، وأصدقها عشرة دنانير، وستين درهمًا ، وخمارًا ، وملحفة ، ودرعًا، وخمسين مُدّا من طعام ، وعشرة أمداد من تمر . " ومكثت عنده قريبا من سنة أو فوقها " . انظر : [ تفسير ابن كثير جـ 3 ص 648 ] .

وفي فضل زيد روى الإمام البخاري في التاريخ ، والإمام أحمد ، والطبراني في الكبير ، والحاكم رحمهم الله - تعالى - عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه : ( أما أنت يا جعفر فأشبهَ خَلقُكَ خَلقي ، وأشبه خُلـُقي خُلـُقك . وأما أنت يا عليّ فختني وأبو ولدي ّ، وأنا منك وأنت مني ، وأما أنت يا زيد فمولاي ، ومني وإليّ ، وأحبّ القوم إليّ ) انظر : [ الصحيحة 1550 . صحيح الجامع 1348 ] .

أنعم الله - تعالى - عليه بالإسلام ومتابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنعم عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعتق من الرقّ ، فكان سيدا كبير الشأن ، جليل القدر حبيبا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يقال له الحبّ ، ويقال لإبنه أسامة الحبّ ابن الحبّ . انظر : [ تفسير ابن كثير جـ 3 ص 674 ] .

روى الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في بيان فضله وفضل أبنه أسامة عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على المنبر : ( إن تطعنوا في إمارته – يريد أسامة بن زيد – فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله . وأيم الله إن كان لخليقا لها ، وأيمُ الله إن كان لأحب الناس إليّ ، وأيمُ الله إن هذا لها لخليق – يريد أسامة بن زيد – ، وأيمُ الله إن كان لأحبهم إليّ من بعده ، فأوصيكم به فإنه من صالحيكم ) [ مختصر صحيح مسلم 1680 ] .

3 : ــ بزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - نسخ حكم انتساب الأبناء الأدعياء لغبر آباءهم ، وأمر برد نسبهم إلى آباءهم في الحقيقة ، فإن لم يعلموا آباءهم ، فهم أخوة في الدين وموالي .
وأباح الله - تبارك وتعالى - الزواج بزوجة الإبن الدّعيّ المطلّقة ، وذلك لإبطال عادة التبنِّى التي كانت في سائدة الجاهلية وصدر الإسلام .
فتزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - في ذي القعدة من السنة الخامسة من الهجرة ، ولها من العمر خمس وعشرين عاما ، فصارت أما للمؤمنين ، وزوجة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجنة .

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تبنـّـى زوجها زيد بن حارثة - رضي الله عنه - قبل النبوة ، فكان يقال له : زيد بن محمد ، فقطع الله هذه البنوّة لمّا نزلت في شأنه آيات كريمة تتلى في كتاب الله العظيم ، وذلك في قوله تعالى : { مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا } [ الأحزاب 4 – 5 ] .

فكان زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - بعد طلاقها من زيد - رضي الله عنه - وانقضاء عدتها ، زيادة في البيان والتوكيد على قطع هذه النسبة ، وتحريم بُنوّة الأدعياء فيما بعد .

4 : ــ َوليَ الله - تبارك تعالى - من فوق سبع سماوات ، أمر تزويج السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - لخير الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بنصّ كتاب الله - سبحانه - بلا وليّ ولا شاهد . وكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - وتقول : [ إن الله أنكحني في السماء ] في الحديث الذي أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - [ 13 / 348 ] عن أنس - رضي الله عنه - .

وفي رواية أخرى عنها - رضي الله عنها -:[ زوَّجكُنَّ أهاليكُنَّ ، وزوَّجني الله - تعالى - من فوق عرشه ] [ أخرجه البخاري 13/347 ، 348 في التوحيد ].

وعن أنس- رضي الله عنه - قال : نزلت هذه الآية في زينب بنت جحش { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } قال فكانت تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول : ( زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات ) قال شيخنا الألباني : صحيح . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . انظر : [ جامع الترمذي 5/354 رقم 3213 ] - رحمهم الله تعالى -.

وفي رواية : للإمام البخاري - رحمه الله تعالى - من طريق أنس - رضي الله عنه - قال : [ جاء زيد بن حارثة يشكو ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم -يقول : ( اتقِ الله وأمسك عليك زوجك ) . قال أنس : لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا لكتم هذه . قال : فكانت زينب - رضي الله عنها - تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول : [ زوَّجكُنَّ أهاليكُنَّ ، وزوَّجني الله تعالى من فوق سبع سموات ] أخرجه البخاري [ 13 / 347 ، 348 ] و[ طبقات بن سعد 8 / 103 ] .

وعن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لزيد : ( اذكرها عليّ ) ، قال : فانطلقت فقلت : يا زينب ! أبشري فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل يذكرك ، قالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن ، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فدخل عليها بغير إذن ) [ أخرجه مسلم ( 1428 ) ] .

أي : دخل عليها عروسا بلا عقد ، ولا مهر ، ولا وليّ ، ولا شهود من البشر . وهذه خاصية بالنبي- صلى الله عليه وسلم - .

5 : ــ أنزل الله - تبارك وتعالى - في ذلك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة بنصّ كتابه العزيز ، قال تعالى : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } [ الأحزاب 37 ] .

تنبيه : " الذي أخفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو : إخبار الله - تبارك وتعالى - إياه أنها ستصير زوجته ، وكان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس : تزوّج امرأة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنه .
وأراد الله إبطال ما كان عليه أهل الجاهلية من أحكام التبني بأمر لا أبلغ في الإبطال منه ، وهو تزوّج امرأة الذي يُدعى إبنا ، ووقوع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - ليكون أدعى لقبولهم ". انظر : [ سير أعلام النبلاء جـ 2 ص 311 ، الحاشية ] .

6 : ــ نزول آية الحجاب ، وثبوت وليمة النكاح في هديه - صلى الله عليه وسلم - ، وآداب الدعوة ، والإستئذان وذلك لما تبيّن لنا من أدلة ، وأحكام وآداب شرعية صبيحة عرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - فقد روى البخاري رحمه الله - تعالى - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : [ لما تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ، ثم جلسوا يتحدثون ، فإذا هو يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، لما رأى ذلك قام ، فلما قام ، قام من قام وقعد ثلاثة نفر ، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا القوم جلوس ، ثم إنهم قاموا فانطلقوا ، فجئت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم انطلقوا ، فجاء حتى دخل ، فذهبت أدخل ، فألقي الحجاب بيني وبينه ، فأنزل الله - تعالى - : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا } [ الأحزاب 53 ] . ورواه مسلم من طرق عن معتمر بن سليمان به.

وعن الجعد بن عثمان اليشكري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بأهله قال فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور ، فقالت : يا أنس ! اذهب بهذا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقل : بعثت إليك بها أمي ، وهي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول الله ! قال : فذهبت بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت إن أمي تقرئك السلام وتقول : إن هذا منا لك قليل ، فقال : ضعه ، ثم قال : اذهب فأدع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت ، فسمى رجالا ، قال : فدعوت من سمى ومن لقيت ، قال : قلت لأنس : عددكم كم كانوا ؟ قال : زهاء ثلاثمائة ، قال : وقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أنس ! هات التور ، قال : فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ليتحلق عشرة عشرة ، وليأكل كل إنسان مما يليه ، قال : فأكلوا حتى شبعوا ، قال : فخرجت طائفة ، ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم ، قال : فقال لي : يا أنس ارفع ، قال : فرفعت ، فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت ، قال وجلس منهم طوائف يتحدثون في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وزوجته مولية وجهها إلى الحائط فثقلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم على نسائه ثم رجع ، فلما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ، قال : فابتدروا الباب فخرجوا كلهم ، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أرخى الستر ودخل وأنا جالس في الحجرة ، فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج علي ، وأنزلت هذه الآيات فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأهن على الناس { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ } إلى آخر الآية .
قال الجعد : قال أنس : أنا أحدثُ الناس عهداً بهذه الآيات ، وحُجبنَ نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم – .
قال أبو عيسى " الترمذي " : هذا حديث حسن صحيح . والجعد هو بن عثمان ، ويقال : هو بن دينار ، ويكنى أبا عثمان ، بصري ، وهو ثقة عند أهل الحديث ، روى عنه يونس بن عبيد وشعبة وحماد بن زيد.
وقال الشيخ الألباني : صحيح . انظر : [ جامع الترمذي 5/357 رقم 3218 ] .

7 : ــ إن وليمة عرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأم المؤمنين زينب بنت جحش - رضي الله عنها - كانت أفضل مما أولم على غيرها من نسائه وأكثر بركة ، فعن أنس - رضي الله عنه - قال : [ ما رأيت رسول الله أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب فإنه ذبح شاة ] أخرجه مسلم .
وعنه - رضي الله عنه - قال : [ ما أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأة من نسائه أكثر وأفضل مما أوْلمَ على زينب ] فقال ثابت الـبنانيّ : بما أولم ؟ قال : [ أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه ] أي شبعوا . أخرجه مسلم .

8 : ــ أنزل الله - تعالى - كفارة يمين حلفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حرّم بها عسلا كان يشربه عند السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها- ، وذلك بقرآن يتلى في كتابه العزيز ، في سورة حملت اسم : " التحريم " . فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم من طريق ابن جريج عن عطاء أنه سمع عبيد ابن ُعمير يقول : [ سمعت عائشة تزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا ، فتواصيْت أنا وحفصة أنْ أيتنا ما دخل عليها ، فلتقل إني أجد منكَ ريح مغافير ! أكلتَ مغافير ! فدخل على إحداهما ، فقالت له ذلك . قال : بل شربتُ عسلا عند زينب ، ولن أعود له . فنزل : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ } [ سورة التحريم 1 ] . إلى قوله تعالى : { إِنْ تَتُوبَا }] .
أخرجه الإمام البخاري [ 11 / 499 ] في الأيمان والنذور : باب إذا حرّم طعاما ] ، وفي الطلاق [ 9 / 330 ، 331 ] : باب ( لمَ تحرم ما أحل الله لك ) ، وأخرجه مسلم ( 1474 ) في الطلاق : باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينوِ الطلاق .

* إن تتوبا : يعني : حفصة وعائشة - رضي الله عنهن - .
* وإذ أسرّ النبي : أي أسربقوله : ( بل شربت عسلا ) .
* والمغافير : هو صمغ ينضحه العرفط - نوع من الشجر - ، فيوضع في ثوب ، ثم ينضح بالماء فيشرب ، وله رائحة منكرة .

9 : ــ كانت أسرع أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحوقا به بعد وفاته : ــ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أسرعكُنَّ لحاقًا بى أطولكُنَّ يدًا ) قالت : ( فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا . قالت : أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدّق ) [ مختصر صحيح مسلم 1675 ] .

وأورد البخاري حديثا عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : أن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قلن للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أينا أسرع بك لحوقا ؟ قال : ( أطولكنّ يدا *) . فأخذوا قصبة يذرعونها ، فكانت سودة أطولهن يدا ، فعلمنا بعد : أنما كانت طول يدها : الصدقة ، وكانت أسرعنا لحوقا به ، وكانت تحب الصدقة ] أخرجه البخاري برقم : 1354 ] .
* يقصد بطول اليد : الصدقة .

فكانت السيدة زينب - رضى الله عنها - أول من ماتت من أمهات المؤمنين بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان ذلك في سنة عشرين للهجرة ، عن عمر يناهز الخمسين عاما .

10 : ــ كانت السيدة زينب - رضى الله عنها - أول من حُمِل على نعش من نساء المسلمين : فعن عارم قال : حدثنا حماد ، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : [ لما ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديا : ألاّ يخرج معها إلاّ ذو محرم . فقالت بنت عميس : ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم ؟ فجعلت نعشا وغشّته ثوبا . فقال : ما أحسن هذا وأستره ! . فأمر مناديا ّ، فنادى أن اخرجوا على أمكم ] إسناده صحيح . انظر : [ سير اعلام النبلاء جـ 2 ص 3 ] و [ طبقات ابن سعد 8 / 111 ] .

11 : ــ روت أم المؤمنين زينب بنت جحش - رضي الله عنها - ، أحد عشر حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انظر : كتاب : [ عناية النساء بالحديث النبوي للشيخ مشهور بن حسن ] - حفظه الله تعالى - .


رضي الله عن أمنا أم المؤمنين " السيدة زينب بنت جحش وأرضاها ، وجعل الفردوس الأعلى مأواها ، وجمعنا بها في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .



من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى - .

الأثرية
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 265
الموقع : http://www.islam-links.eu/
عدد النقاط : 44318
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها- Empty رد: أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها-

مُساهمة من طرف القاسم الثلاثاء يونيو 02, 2009 12:57 pm

بوركت الأخت أم أنس...............على الموضوع القيم
القاسم
القاسم
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 445
تاريخ الميلاد : 27/04/1983
العمر : 41
العمل/الترفيه : أستاذ
المزاج : جيد
عدد النقاط : 44896
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 19/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى